مقدمة كتاب " الفوائد الجمة في تفسير جزء عمَّ " تأليف محمد يونس هاشم

الحمد لله الرَّحْمَن الذي عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإنْسَانَ فمن أعظم نعم الله تعالى على الإنسان أن علَّمَه القرآن ومن تمام فضله على من تَعَلَّم القرآن أن يشرفه بتعليمه ولما كان كثير من المسلمين صغاراً وكباراً يحفظون جزء عمَّ أو كثيراً من سوره ولكن قليلاً منهم بل قليلاً جداً من يعرف تفسير سور هذا الجزء ، والقليل الذي يطالع تفسير هذه السور في كتب التفاسير يجد صعوبة بالغة في البحث فيها وفي قراءتها إما لصعوبة لغتها أو كثرة مادتها وتشعبها وعدم تنسيقها ، أو عدم ملاءمتها آراء أصحابها لروح العصر ؛ لأنهم عاشوا في أزمان وأماكن وأحوال مختلفة أو لعدم متابعة المحدثون منهم الجديد في العلوم المختلفة المتطورة أو المعارف المتنامية أو الوقائع المستجدة المتلاحقة فعزمت على تفسير جزء عم تفسيراً عصريّاً يجمع بين الدُّر المنثور في كتب التفاسير القديمة ، والدُّر المنشور في كتب العلوم الحديثة ، وما فتح الله عليَّ به وأنا أفسِّر هذه السور في خطب الجُمَع في مسجد النور بالمعادي الجديدة ، وراعيت في هذا التفسير تنسيق الموضوعات وتنظيمها ؛ ففصلت بين لغويات السورة ، وتفسيرها الإجمالي ، والفوائد والعظات التي اشتملت عليها السورة ، والتفسير العلمي ، ولطائف النظم القرآني ، واجتهدت في البحث عن علاقة المقسم به في صدر السورة بعضه ببعض وعلاقته بالموضوعات التي اشتملت عليها السورة .
وجاء منهج الكتاب كالآتي :
1- ذكر كون السورة مكية أم مدنية وترجيح أحدهما عند الاختلاف .
2- ذكر التفسير الموضوعي لكل سورة بإيجاز .
3- ذكر أسباب نزول السورة إن صحَّ لها سبب نزول .
4- ذكر فضل السورة إن صحَّ الحديث في فضلها .
5- نص السورة كاملاً بالرسم العثماني كما يوافق مصحف المدينة النبوية من حيث الرسم وعلامات الوقوف.
6- اللغويات : وفيها ذكر المعاني المختلفة للكلمات التي تحتاج لبيان من معاجم اللغة العربية وبشكل أساسي المعجم الوسيط الذي أصدره مَجْمَع اللغة العربية المصري .
7- المعنى الإجمالي للآيات : ويشتمل على تفسير مختصر ومبسط لآيات السورة دون التعرض للقضايا الدينية أو العلمية أو البلاغية التي تثيرها الآيات.
8- فوائد وعظات : وفيها يتم عرض القضايا التي تثيرها بعض الآيات ، والدروس المستفادة منها ، والعظات الدينية التي ذكرتها السورة .
9- من لطائف النظم القرآني : ويقصد بنظم القرآن طريقة تأليف حروفه ، وكلماته ، وجمله ، وسبكها مع أخواتها في قالب محكم ، ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في الأغراض التي يتكلم عنها ، للدلالة على المعاني بأوضح عبارة في أعذب سياق وأجمل نظم، وهذا النظم من أعظم الأمور التي يجب مراعاتها في التفسير فمن خصائص القرآن الدقيقة تناسب نظمه وانسجامه ، وهذه الصفة يكمن فيها سرَّ الإعجاز ودقائق المعاني ولطائفها .
يقول ابن القيم " السياق يرشد إلى تبيين المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته فانظر إلى قوله تعالى {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان:49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير ." ( )
10- الإعجاز العلمي في السورة : ويشتمل على ذكر الحقائق العلمية المتعلقة بالآيات من أوثق الآراء المتخصصة .
11- ضبطت الأحاديث النبوية الشريفة وتخريجها .
12- للكتاب فهرسان : الأول مفصِّل لكلِّ ما اشتمل عليه الكتاب من موضوعات، والآخر فهرس للسور فقط .
والحمد لله من قبل ومن بعد أن شرفني بتفسير بعض كتابه وأستغفره من الخطأ والتقصير فهذا غاية جهدي ومبلغ علمي وجزى الله خيراً مجدي يونس أخي لمراجعته الكتاب وملاحظاته التي أفدت منها كثيراً .
والله أسأل أن ينتفع بهذا الكتاب كل المسلمين وأن يجعله الله تعالى في ميزان حسناتنا يوم نلقاه .