فتنة النساء
ومما حبب الله للقلوب عشق النساء والميل إليهن ولو لا ذلك العشق ما تزاوج الناس ولا عُمِّر الكون فميل كل نوع من كل جنس لنوعه الآخر تدبير من الله لتعمير الكون ، فالأليف يحن إلى أليفه لذا تتزاوج الإنس ، والطير ، والحيوان ، ويتلاقح النبات .
ولقد صرح النبي r بأن الله حبب إليه من الدنيا النساء والرائحة الزكية .
"حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة " ( رواه النسائي و أحمد )
وجعل النبي r المرأة الصالحة خير متاع الدنيا .
"الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه)
والحب قدر وابتلاء لا خيار للإنسان فيه لذا يقول النبي r معتذرا إلى الله عن ميله لبعض زوجاته أكثر من غيرهن – دون الإخلال بالعدل بينهن جميعا -
عن عائشة " أن النبي كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " قال الترمذي يعني به الحب والمودة، كذلك فسره أهل العلم "
ولقد طلب سيدنا يوسف من الله تعالى أن يصرف عنه كيد النساء حتى لا يصبو إليهن .
{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }( يوسف : 33 )
لذا جعل الله تعالى فتنة النساء في صدر الفتن التي يبتلي الله بها الإنسان فقال تعالى :
{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } ( آل عمران : 14 )
وجعل النبي فتنة النساء هي أعظم الفتن للرجال .
عن النبيّ r قَالَ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي في النّاسِ فِتْنَةً أَضَرّ عَلَى الرّجَالِ مِنَ النّسَاءِ " ( متفق عليه )
" لأن الطباع كثيراً تميل إليهن وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا، وأي فساد أضر من هذا ؟ وإنما قال بعدي: لأن كونهن فتنة أضر ظهر بعده. قال الحافظ في الحديث: إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء} فجعلهن من عين الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك .
وقال رسول الله : "الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فسينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
ولقد جاءت شريعة الإسلام بالمنهج الأمثل ، والشرع الأحكم الذي يعالج العلاقة بين الرجال والنساء فحرم الرهبانية التي جاءت بها المسيحية لأنها كبت لفطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها وهي ميل الذكر للأنثى والعكس { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } ( الحديد : 27 ) لقد ابتدع المسيحيون هذه الرهبانية - وهي اعتزال الرجال النساء ، واعتزال النساء الرجال – ولم يكتب الله تعالى عليهم هذا بل شرع الله لهم الزواج وسوف نستوف هذا الموضوع عند حديثنا عن الغريزة الجنسية .