سمات من يحبون الله ورسوله
ومن أحب الله أحب أوامره و أحب كل من يحبه الله تعالى ، وأبغض نواهيه تعالى وأبغض كل من يبغضه الله تعالى .
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ( آل عمران : 31 )
عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ : "أَحِبّوا اللّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبّونِي بِحُبّ اللّهِ، وَأحِبّوا أَهْلَ بَيْتِي لحُبّي " ( حديث صحيح رواه الترمذي والحاكم في المستدرك )
عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أعرابياً قال لرَسُول اللَّهِ : متى الساعة؟ قال له رَسُول اللَّهِ : "ما أعددت لها؟ " قال: حب اللَّه ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فمن ادعى حب الله ولم يلتزم شرعه فهو دَعِيّ كاذب ، وصدق الشافعي حين قال :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا لعمــري في القياس بديع
لو كان حبك صـادقاً لأطعته * إن المحب لمن يحــب مطيع
ولقد ادعى أقوام حب الله ولم يؤمنوا بدينه الذي ارتضى لهم ، بل غلوا في دينهم وعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه فنعى الله تعالى عليهم هذه الدعاوى الباطلة .
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } ( المائدة : 18 )
وكذلك فعل غلاة الصوفية والشيعة ادعوا حب الله ورسوله وآل بيته ولم يلتزموا شرع الله وسنة نبيه وهما دليلا حب الله ورسوله .
فطريق محبة الله تعالى حب رسوله وعلامة حبه r اتباع شريعته، بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه .
روى أبو الدرداء عن رسول الله في قوله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " قال: (على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس) ( رواه الترمذي )
و فسر العلماء محبة الله لعبده بأنها إرادته الخير له وهدايته ورحمته، ونقيض ذلك بغض الله له .
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } ( التوبة : 24 )
و يقول الحبيب المصطفى :
" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين " وفي رواية " ومن نفسه " ( متفق عليه ) .
وإن للإيمان لحلاوة لا يذوقها إلا من رضي بالله ربا وإلها وبمحمد نبيا ورسولا وبالإسلام دينا خاتما .
" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا " ( رواه أحمد و مسلم والترمذي )
فإن كان الله ورسوله أحب للعبد مما سواهما وكان الكفر بهما أبغض إليه من إلقائه في النار وإن كان يحب لله ويبغض لله
إن اجتمعت هذه الثلاث في عبد وجد حلاوة الإيمان .
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " ( متفق عليه )
ووجبت محبة الله تعالى لمن أحبه وأطاع نبيه ، ويظله بظله يوم لا ظل إلا ظله .
قال الله تعالى:في الحديث القدسي " حقت محبتي على المتحابين، أظلهم في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي " ( رواه أحمد والطبراني في الكبير ) .
وينعم الله على من أحبه بحب أهل السماء والأرض .
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء - قال - ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فأبغضوه - قال - فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض) ( رواه مسلم )