مقدمة المؤلف
إن الصراع الداخلي لأي أمة يطفف من ميزان قوتها إن لم يقض عليها بالكلية ، وهذا ما حدث مع الأمة العربية فقد انشغلت بالصراعات الداخلية عن الأخطار الخارجية التي تتهددها مما كان له أبلغ الأثر في القرار الجائر الذي أصدرته الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية .
وعلى أثر صدور قرار هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين أعلنت بريطانيا أنها ستنهي انتدابها عن فلسطين يوم 15 مايو 1948 ، وكان الأمر واضحا أن الصهيونية العالمية كانت قد خططت لإنشاء دولة صهيونية في فلسطين سيعلن عنها فور انتهاء الانتداب البريطاني لذا مدوا العصابات اليهودية في فلسطين بكل ما يحتاجون إليه لإقامة دولتهم من مال ، وسلاح ، وتدريب وتخطيط . كما عملوا على نزع السلاح من الفلسطينيين !
وبدلا من دعم الدول العربية للفلسطينيين وقوات المتطوعين لمنع التقسيم ، أو إقرارهم بالأمر الواقع الذي فرضه ضعفهم وقوة عدوهم وتواطؤ القوى العظمى ضدهم بقبولهم لقرار التقسيم بعدما فشلت كل الجهود الدبلوماسية في التوصل لأفضل منه بدلا من هذا وذاك ، راح العرب - كما هي عادتهم - يلجئون إلى الخطب الرنانة وإثارة الحماسة الدينية والإقدام على المغامرات غير المحسوبة بغية تصفية حسابات مع بعضهم البعض ، والتنافس على توسيع حدود ممالكهم على حساب دولة فلسطين مستترين وراء الدفاع عن المقدسات الدينية والأرض العربية مزايدين في القومية على منافسيهم من القوى السياسية الذين يرون أن الجهاد الحقيقي إنما يكون من أجل الجلاء والدستور والديمقراطية ، وتوجهوا إلى الجماهير العربية التي سبق أن ساموهم الخسف والعذاب ، والفقر والجهل والمرض راح هؤلاء الحكام المستبدون يمالئون الجماهير العربية التي كانت تضج بالحماسة للقضية الفلسطينية وتجعلها في مقدمة اهتمامها وقرروا تحريك الجيوش إلى فلسطين للقضاء على اليهود في غضون أيام قلائل هكذا أوحى حكام العرب لشعوبهم !
وليت أنهم أعدوا للحرب عدتها بل أرادوها مظاهرة عسكرية ليس إلا ، فالجيوش العربية للدول الخمس التي تدخلت عسكريا في فلسطين كان تكوينها أصلا معدا على أساس القيام بالعمليات البوليسية وبغرض إظهار المظهرية فقط لذا فلا عجب أن يهملوا جمع المعلومات عن قوة العدو الصهيوني ، ليس ذلك فحسب بل إن أعْدَاد القوات التي أرسلوها للقتال لا تتناسب فقط وعدد العرب آنذاك ( الذي كان يصل إلى سبعين مليون نسمة ، بالإضافة إلى أربعمائة مليون مسلم في مقابل ستمائة ألف يهودي ) بل لا يتناسب مع عدد اليهود المشاركين في المعركة !!
كانت الجيوش العربية قليلة العدد ، ضعيفة القيادة ، عديمة الخبرة والتدريب الحديث ، ضئيلة التسلح كان عليها أن تدخل في مواجهة إسرائيل بصلابتها ومساندة الدول الغربية لها . كانت الدول العربية تقف في جبهة مفككة يعوزها التنظيم وتفتقر إلى الوحدة ، رجال السياسة فيها عاجزون وركبتهم الأوهام ومتأكدون من تفوقهم لدرجة أنهم اعتقدوا أنه يكفي جمع المعلومات عن العدو في اللحظات الأخيرة قبل القتال ، ويفسر الباحثون هذا الجهل بالتناقض الحاد في الحساسيات والتقديرات التي تميز مشكلة فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ، وقد انعكس ذلك على العرب حيث لم يتخذوا الأهبة ولم يجروا استعدادا ولم يضعوا أي خطة جادة لمتطلبات الحرب ولم يكن همهم الأول إنزال الهزيمة بالعدو والانتصار عليه وإنما مراقبة بعضهم البعض تربصا وخيفة حتى في أثناء العمليات العسكرية والاشتباكات المستمرة .
إذا كان حال الجيوش العربية بهذا الضعف ، والوحدة العربية بهذا التفكك ، والحكام العرب بهذا العداء و التخوين ، فلماذا أقدم حكام العرب على الحرب ؟
والجواب ببساطة أو بمرارة أن حكام العرب كان غرضهم من دخول الحرب ليس دحر اليهود وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني له أنما كان التحاسد والتباغض بين بعضهم البعض هو الغاية المنشودة من هذه الحرب فقد كان الملك فاروق يضمر الحسد من الملك عبد الله فلكل منهما أهداف من الحرب مخالفة للآخر ولقد سعى كل واحد منهما إلى تكوين تحالفات لإفشال خطة الآخر " فالأردن تؤيده العراق أراد التدخل عسكريا كي يؤمن أجزاء من فلسطين التي خُصِصَتْ للدولة العربية حسب خطة التقسيم في حين أن مصر تؤيدها السعودية أرادت أن تعوق خطة الأردن / العراق بإلغاء التقسيم " ( ) .
إن مواقف المسئولين العرب آنئذ كانت بدون شك حماية لكرامتهم ولضرورة بقائهم السياسي ، فبعد أن أثاروا شعوبهم إلى درجة كبيرة من الحماس من أجل المشكلة الفلسطينية ولقنوهم بتصريحات متوقعة للانتصارات وأخفوا عنهم التدهور في الموقف العسكري بقدر ما استطاعوا ، فإنهم لم يستطيعوا عقد سلام دون أن يضعوا أنفسهم في موقف حرج لأن السلام يعني – في هذه الحالة – إما تنازل عن معظم فلسطين لليهود بعد حرب " حوربت " لمنع هذا الظلم ، وإما أن يعني السلام اعتراف المسئولين العرب بالهزيمة وهو ما يمكن أن يعزى إلى سوء إدارة الحرب المزري من جانب الحكومات العربية .
وقد كتب " جلوب " قائد القوات الأردنية في حرب 48 حول هذا الموضوع يقول : " لست أعرف على مدى التاريخ عملا في مثل هذا القدر من الحمق والتهور أتى به رجال تقع عليهم مسئولية الحكم .. لقد ضاع مستقبل شعب فلسطين ضحية لتعد السياسات العربية وعدم وضوح هدف نهائي للعمل بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك حد أدنى للتنسيق بين هذه السياسات " ( )
وفي النهاية وطبقا لاتفاقيات الهدنة الدائمة حصلت إسرائيل على النصيب الأكبر وهو ما يصل إلى 20.932.023 دونم في حين تبقى للعرب ما مساحته 6.105.000دونم منها 5.755.000 دونم هي مساحة الضفة الغربية ، و350.000 دونم مساحة غزة ، وفي حين كان قرار التقسيم يعطي 42.88 % للعرب و 56.47 % لليهود ، أصبحت النسبة 22.6 % للعرب 77.4 %
ولقد قُسِّم الجزء المتبقي من أرض فلسطين بين الملك فاروق ملك مصر ، والملك عبد الله ملك شرق الأردن ، فقد قام الملك عبد الله بضم الضفة الغربية الفلسطينية ، وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية ، وكذلك قامت مصر في العهد الملكي بوضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية .
كان ذلك خطأً تاريخيا قاتلا ، لم ينتبه إليه العرب ، ذلك لأنه كان الواجب العربي يحتم – إذا خلصت النوايا - أن تقام دولة فلسطين على ما تبقى من أراضي فلسطينية ( الضفة الغربية ، وقطاع غزة ) منذ إعلان الهدنة عام 1949 ، ولا ينتظرون حتى تضيع كل الأراضي الفلسطينية في يونيو 1967 ثم ينادون بحكم ذاتي للشعب الفلسطيني على أراضيه المحتلة بعد الخامس من يونيو 1967 . تصور كم عاما أضاعها الحكام العرب على شعب فلسطين ؟! أربعة وأربعين عاما ( منذ إعلان الهدنة 1949 إلى اتفاقية أوسلو 1993 ) تغيرت فيها الأمور : قويت إسرائيل وكثر عددها وعتادها واستوطنت الأراضي المحتلة ، وضعف العرب وكثر اللاجئين الفلسطينيون واستوطنوا البلاد العربية ، لقد كانت القوى العربية قادرة على إيصال الضفة الغربية مع قطاع غزة بشريط أرض يمكن قيام دولة فلسطينية على الأرض التي كانت تحت السيادة الأردنية والمصرية ، ولكن عامل الوصاية على الشعب الفلسطيني أخَّر القضية لهذه الأعوام الطويلة ، ولو أنه تمكن الشعب الفلسطيني من إدارة شئونه بنفسه لتغير وجه التاريخ في هذه المنطقة على الإطلاق ولكان ما يسعى الفلسطينيون الحصول عليه الآن قد تحقق عام 1949 ( )
وترتب على هذه الحرب الفاشلة ، والوصاية الظالمة أن نزح أكثر من 700 ألف فلسطيني إلى الأردن وقطاع غزة وسوريا ولبنان وانتهي بهم الوضع إلى العيش كلاجئين في البلاد التي نزحوا إليها . وهكذا انتهت حرب 48 بين العرب وإسرائيل أو على الأصح بين العرب والعرب ، والعرب والإسرائيليين على أرض فلسطين !
وقد انتهت الحرب وأصبحت إسرائيل من الناحية العملية دولة قائمة على أرض فلسطين وقد عقدت بين إسرائيل وبين الدول العربية هدنة دائمة ، وقد أعلنت أمريكا وإنجلترا وفرنسا أنها تكفل بقاء الحالة في الشرق الأوسط بكل الوسائل المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وفي غير ميثاق الأمم المتحدة ( )
كما اتخذت إسرائيل تجاه الدول العربية منذ إبرام الهدنة سياسة صارمة تقوم على أساس الردع الحاسم والرد العسكري العنيف على أي حادث تافه من قبيل أعمال التسلل عبر خطوط الهدنة .
وكان بن جوريون ورئيس أركانه موشى ديان حريصين على إظهار القوة العسكرية لإسرائيل وتوتير الموقف على خطوط الهدنة بقصد حمل الدول العربية على قبول إسرائيل والاعتراف بها وبقوتها والتخلي عن أي تفكير في قتالها ففضلا عن الهجمات العسكرية على القرى العربية بما لا يتناسب مع ما يرتكب من حوادث ( ) ، دأبت إسرائيل على القيام بمناورات قرب خطوط الهدنة . وقد صرح ديان بأن مثل هذه التصرفات ضرورية ليس من أجل حمل الدول العربية على فرض سيطرتها التامة على حدودها فحسب ، وإنما لوضع سكان إسرائيل وجيشها في حالة عالية من التوتر كذلك وإلا كف هؤلاء السكان عن أن يكونوا شعبا مقاتلا منظما .
ولقد أجبرت السياسة الإسرائيلية هذه الحكام العرب على مهادنة إسرائيل وعدم التفكير في شن أي هجوم على إسرائيل كما أجبرتهم على قمع القوى المنادية بتحرير الأراضي الفلسطينية من العدو الصهيوني أو حتى المطالبة بالإصلاح الداخلي ومقاومة الفساد أو المطالبة بالديمقراطية !!
وبهذا خرجت الجيوش العربية المنظمة من الصراع العربي / الإسرائيلي . فكل الحكام العرب انشغلوا بسياستهم الداخلية عن القضية الفلسطينية حتى الرئيس جمال عبد الناصر الذي يعده مريدوه العدو الأكبر لإسرائيل والمدافع الأول عن الحقوق الفلسطينية اعترف في وقت مبكر جدا ( في مؤتمر باندونج 1955 ) ( ) بقرارات الأمم المتحدة عامي : 1947 ، 1948 بشأن تقسيم فلسطين إلى دولتين : عربية ويهودية ، كما أنه لم يسع لمواجهة إسرائيل عسكريا لذا لم يشن حربا هجومية وقائية واحدة ضد إسرائيل رغم علمه – يقينا – بعزم إسرائيل على شن حرب وشيكة على مصر ( حدث هذا في 56 ، 67 ) ، وبعد جلاء العدوان الثلاثي وتوقيع اتفاقيته تأكد اعتراف عبد الناصر – الرسمي - بإسرائيل وبحقها في الوجود ، وعليه فإنه لم يطلق رصاصة واحدة نحوها لمدة إحدى عشرة سنة ( من 56 – 67 ) رغم الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة ، التي وصلت إلى حد قيامها باحتلال منطقة " العوجا " و" الكونتيلا " المصريتين ووصل عدد القتلى المصريين من جراء هذه الغارات إلى 147 جنديا مصريا ( ) غير الجرحى . وتفاديا للمواجهة المباشرة مع إسرائيل وحلفائها من الغرب أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده لقبول المساعي التي تبذلها تلك الدول من أجل التوصل إلى سلام مع إسرائيل وحرص على أن تظل خطوط الهدنة المصرية الإسرائيلية هادئة ( )
وعلى الرغم من مؤتمرات القمة العربية فإن وحدة الصف التي استهدفها عبد الناصر كانت لا تخفي الانقسامات العربية وتعارض سياسات الدول التقدمية والمحافظة . واستخدمت القضية الفلسطينية كقميص عثمان يلوح به المزايدون من السوريين والعراقيين والفلسطينيين ، وكان عبد الناصر واضحا في شرح الموقف تجاه إسرائيل ووضع الحكومات والمنظمات العربية أمام حقائق الموقف موضحا أن العرب غير مستعدين للمواجهة مع إسرائيل . بل عليهم أن يحشدوا طاقاتهم ويدعموا قواتهم بالتدريب المتواصل والأسلحة الحديثة خلال سنوات طويلة .
وكان الفكر السائد لدى العناصر الفلسطينية الراديكالية هو دفع الدول العربية إلى الحرب وتصعيد أعمال المقاومة ضد إسرائيل بما يؤدي إلى تفجير الموقف . وفي المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في مايو 1965 اتهم السوريون عبد الناصر بالتستر خلف قوات الطوارئ الدولية لتجنب الحرب مع إسرائيل ، وردد الأردن نفس النغمة .( )
ولم يعد أمام الفلسطينيين لكي يحرروا أرضهم و يستعيدوا حقوقهم إلا المقاومة . بعدما يئسوا من مواجهة حكام العرب لإسرائيل . فأي دولة تحت الاحتلال لابد لها لكي تتحرر أن تسلك طريقي : المقاومة الميدانية ، والمفاوضة السياسية ، فالمقاومة تزرع والسياسة تحصد ، ولا غنى لأحدهما عن الآخر وللمقاومة أنواع منها : مقاومة مسلحة لا تفرق بين محارب ومدني ، ولا بين طائرة حربية وأخرى مدنية بل إنها تعمد إلى خطف المدنيين للمساومة بهم على إطلاق سراح المعتقلين ، ومنها مقاومة مسلحة تستهدف قوات الاحتلال وأسلحته ومنشآته ، وتتجنب إيذاء المدنيين ومصالحهم ، وهناك صورة ثالثة للمقاومة وهي غير مسلحة تسمى " العصيان المدني " ويقصد به مقاطعة المحتل ومنتجاته ، والتظاهر السلمي ضده .
وإذا كان النوع الأول من المقاومة لا تقره الشرائع السماوية ولا المنظمات الدولية ولا يحقق تقدما في سبيل استرداد الحقوق المغتصبة بل تفقد الحقوق المشروعة مصداقيتها فإن النوعين الآخرين يعدان مقاومة مشروعة نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وأثبتت فاعليتها وحققت نتائج ملموسة .
ولقد جربت المقاومة الفلسطينية أنواع المقاومة الثلاث كما جربت المفاوضات السلمية وفي هذا الكتاب رصد لأشهر حركات المقاومة الفلسطينية وممارساتها والدور الذي قامت به منذ نشأتها حتى الآن وأوجه الاختلاف بينها .
وجاء الكتاب في أربعة فصول :
الفصل الأول : يبحث أثر الحرب الباردة على الصراع العربي الإسرائيلي ، ومدى نجاح كل من الدول العربية وإسرائيل في استغلال هذه الحرب لخدمة أهدافها التي تتمثل في التحرر بالنسبة للعرب والتوسع بالنسبة لإسرائيل .
والتي نجحت فيها إسرائيل في الرهان على الحصان الأمريكي الطموح ، بينما فشلت دول المواجهة في الرهان على المهر السوفييتي الجموح . وعندما انتهى السباق بخسارة العرب سعى العرب إلى الهرولة خلف الحصان الأمريكي لعلهم يستردون شيئا من خسارتهم الفادحة .
الفصل الثاني : يبحث في تاريخ حركة التحرر الوطني الفلسطيني ( فتح ) نشأتها ، وأهم محطاتها ، وعلاقتها بالأردن ، وحقيقة أيلول الأسود الذي اضطرها إلى الانتقال إلى لبنان ، وجنايتها على لبنان ، وجناية لبنان عليها حتى خروجها من لبنان عام 82 إلى تونس ، ثم نشوب الانتفاضة الفلسطينية ، الأولى والثانية ، ودوافع حركة فتح للدخول في تسوية سلمية مع إسرائيل والنتائج التي توصلت إليها هذه المفاوضات .
الفصل الثالث : يبحث الانتفاضة : منطلقاتها وأهدافها ووسائلها ، وأثر الانتفاضة على إسرائيل والمجتمع الدولي ، ومتى تم عسكرة الانتفاضة ، وبداية الصراع بين فتح وحماس .
الفصل الرابع : يبحث مسيرة التسوية السلمية بين إسرائيل وفلسطين ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاء بمؤتمر أنابوليس : دوافعها وأهم مراحلها ، وموقف المقاومة منها ، واختلاف الفصائل الفلسطينية حولها . مع عرض مفصل لاتفاقية أوسلو وصدى الاتفاقية على كافة الأصعدة مع بيان حساب المكاسب والخسائر لهذه الاتفاقية وما أعقبها من اتفاقيات ، مع تغطية كاملة لمؤتمر أنابوليس للسلام وموقف كافة الدول العربية والغربية والفصائل الفلسطينية قبل وبعد وأثناء المؤتمر .
الفصل الرابع : يبحث نشأة حركة حماس ومنطلقاتها ومسيرتها حتى نجاحها في الفوز بالأغلبية البرلمانية التي مكنتها من تشكيل الحكومة ، وموقف إسرائيل والغرب من هذه الحكومة ، وقصة اختطاف الجندي الإسرائيلي والنتائج التي ترتبت على ذلك . إلى سيطرة حماس على قطاع غزة وأثر ذلك على الصراع الداخلي والخارجي .
ولقد اجتهدت في التأريخ لحركات المقاومة الفلسطينية ألا أنحاز لفصيل على حساب آخر إنما كان الانحياز للمبادئ وحقوق الشعب الفلسطيني لا للأشخاص والفصائل .
والله أسأل أن يساهم هذا الكتاب في رأب الصدع الفلسطيني وتوحيد الكلمة وتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس ، وتبصير الشعوب العربية بالحقائق والوثائق الخاصة بمسيرة المقاومة الفلسطينية .
محمد يونس هاشم
خريف 2007
القاهرة