المقدمة الطبعة الأولى
مع اقتراب نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة ظهرت حمَُى دينية غربية تؤكد اقتراب يوم القيامة ، وتبارى الكتاب في تأليف الكتب لتأكيد ذلك وجعلوا مسرح أحداث نهاية العالم فلسطين ، وفسروا جميع الأحداث التي جرت في حرب الخليج وما بعدها من حروب شنتها الحكومة أمريكية على أفغانستان والعراق بأنها من علامات يوم القيامة ، وهي مقدمات الهرمجدون إن لم تكن هي الهرمجدون نفسها التي جاء ذكرها في الإنجيل في سفر الرؤيا ، وأن العالم أوشك على الفناء ، وأن المسيح المخلص أوشك على الظهور .
في البداية كانت كتبا دينية مسيحية بروتستانتية تبشيرية غربية روَّج لها المبشرون ليؤكدوا أن نبوءات الإنجيل تتحقق ؛ وليجدوا مادة يخدعون بها المفرغون روحيا ، والمهووسون بالغريب ، و بأفلام الرعب التي كثرت في الآونة الأخيرة كثرة طاغية .
وتلقف الساسة الأمريكيون و الإنجليز هذه النبوءات وأشاعوها في مجتمعاتهم ؛ ليكسبوا تأييدها في مخططاتهم الاستعمارية ، و ليضفوا صفة الشرعية الدينية على أعمالهم الإجرامية مستغلين جهل شعوبهم بالدين أولا ، وبالواقع الخارجي ثانيا .
فموَّهوا على شعوبهم ببعض النصوص المجتزأة المبتورة من سياقها ولووا أعناق هذه النصوص قسرا لتتماشى مع مآربهم وأفكارهم الخبيثة فإن كان سفر زكريا – في التوراة - تحدث عن معركة ( الهددرمون ) التي وعد الله فيها يهود السبي البابلي بالعودة إلى أورشليم ، و تحقق هذا الوعد على يد قورش الفارسي سنة 538 ق . م ، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بعلامات يوم القيامة – كما سنبين – فإن بعض رجال الدين المُحْدَثين – من اليهود والمسيحيين البروتستانت الغربيين وبعض من يزعمون أنهم مفكرون إسلاميون – يرون أن معركة الهددرمون آتية في غضون شهور وعلى أقصى تقدير في بضع سنين .
وإذا كان سفر الرؤيا – في الإنجيل – تحدث عن معركة ( الهرمجدون ) على أنها إحدى علامات الساعة الكبرى التي تُسْبَق باحتراق ثلث الأرض ، وثلث الشجر ، وبتَحَوُّل ثلث البحار إلى دم ، و موت ثلث الكائنات الحية ، و موت ثلث الناس بسبب تلوث مياه الأنهار ، وحدوث ضربة لثلث الشمس ، وثلث القمر ، وثلث النجوم ، وإظلام الكون ….
إذا كان لا بد من وقوع مثل هذه الحوادث كمقدمة للهرمجدون – كما نص على ذلك سفر الرؤيا – فإن بعض رجال الدين أدعياء العلم بالغيب يؤكدون أن معركة الهرمجدون على الأبواب ، و ما هي إلا عشية وضحاها تفصلنا عنها !!
و العجيب أن الكتب التي تحدثت عن هذه النبوءات مر على إصدارها سنوات ولم يتحقق شيء مما تنبئوا به والأعجب أن جماعة شهود يهوه المسيحية تنبأت بمثل هذه النبوءات في مطلع القرن العشرين أي منذ نحو مائة عام ولم يتحقق من نبوءاتهم شيئا !! ( )
فإذا كان لليهود والصليبيين الجدد – أمريكا وأعوانها – مصلحة سياسية في ترويج هذه التُّرَّهات ؛ ليعيثوا في بلاد العرب والمسلمين فسادا و يتحكموا في البلاد والعباد باسم هذه النبوءات ، فما مصلحة بعض الكتاب المسلمين في ترويج هذه الترهات والأساطير التي كذبها الواقع وشهدت الأحداث الأخيرة بدجل أصحابها !!
إن بعض الكتاب المسلمين للأسف انساق وراء هذه الترهات وانخدع – أو شارك فيه - بهذا الدجل الديني والسياسي فراح بعض الكتّاب المسلمين النصيين الحرفيين ، أو الشيعة المتنكرين ، أو الشيعة المجاهرين ، أو المغمورين طلاب الشهرة يؤلفون الكتب عن علامات يوم القيامة ، وعن المهدي المنتظر ، والمسيح والدجال ، وملاحم يوم القيامة سائرين في نفس اتجاه اليهود والنصارى بل ومقتبسين من كتبهم ، ومؤلفاتهم ، ومستشهدين بكتبهم على صحة ما جاء في بعض الأحاديث عن علامات يوم القيامة ! وظهرت أسماء كتّاب جدد ارتبطت أسماؤهم بهذا الموضوع وحققوا شهرة واسعة ، وربما ثراء كبيرا أيضا من وراء هذه الكتابات ، وبعد أن كان الكلام عن علامات يوم القيامة الكبرى يشغل بعض الصفحات في الكتب الدينية القديمة ألفت فيه المجلدات .
وبعد أن كان يكتفى بالقرآن و بالأحاديث المتواترة في إثبات العقيدة والغيبيات استعان هؤلاء الكتاب بأحاديث الآحاد التي لا تفيد – عند الأصوليين – إلا الظن العلمي ، بل استعانوا بالأحاديث الضعيفة أيضا تلك الأحاديث التي لا يؤخذ بها إلا في فضائل الأعمال – إن أُخِذ – ولا يصح بها حكم شرعي فضلا عن عقيدة ، وغالى بعضهم فاستشهد بالأحاديث الموضوعة على أمور عقدية !!
أما ما لا يكاد يصدق أنه يصدر من مسلم فهو وضع بعض الأحاديث ونسبتها لبعض كبار الصحابة والتابعين ، والاعتماد على كلام المنجمين وخاصة العرّاف نوستراداموس اليهودي المتنصر والادعاء عليه بأنه قد أخذ نبوءاته من التراث المحمدي الذي أورثه الرسول لعلي بن أبي طالب ومنه إلى بنيه وشيعته ممن أورثهم الله علوما عن أئمتهم المعصومين الذين عندهم علم من الكتاب يفوق علم الأنبياء والمرسلين !!.
ولما راجت هذه الكتب وكثر حديث الناس عنها كثر الكتَّاب فيها ممن لا حظ لهم من علم أو من فهم ، هؤلاء الأميون الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون .
فألفت كتبا تزعم أن صدام حسين هو السفياني الأول المذكور في بعض الأحاديث وأن هذا السفياني سيرسل جيشا ليحارب به المهدي فيخسف بجيش السفياني ، ولا أدري ما يقول أصحاب هذا الكلام بعد أن خَسَف جيش بوش الأمريكاني بجيش صدام السفياني !!
هل يعني هذا أن بوش هو المهدي المنتظر وعلينا أن نذهب لمبايعته والقتال معه ؟!
وماذا يقول أصحاب هذه النبوءات بعد إسقاط تمثال صدام حسين دكتاتور العراق ، وبعد أن ديس بالنعال بعد سقوط بغداد يوم 9 إبريل 2003 م ؟ وبعد القبض على صدام واستخراجه من مخبئه تحت الأرض بالقرب من تكريت في 13 ديسمبر 2003 م ، وعرض صوره مجللة بالخزي والعار { فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 26 ) !
هل هذا هو السفياني الذي سيهزم قوات التحالف مرتين ؟!!
ويجيبنا الكاتب– قبل أن يعلم بمصير العراق ومصير صدام بالطبع – بأن صدام السفياني قد انتصر في حربه ضد قوات التحالف لأن هدف قوات التحالف كان إسقاط نظام صدام وإذلال شعبه فلما لم يتم ذلك - بحسب زعمه - فإن صدام يكون قد انتصر على أمريكا وحلفائها !! ولا تعليق .
وزعم بعض هؤلاء الكتاب - عفا الله عنا وعنهم - أن ابن صدام حسين هو السفياني الثاني الذي سيخلف أباه ، ويرسل جيشا لمحاربة المهدي المنتظر فيخسف به ولم يحدد لنا هؤلاء الكتاب مَن المقصود بالسفياني الثاني هل هو عدي أم قصي ؟! وعلى العموم ليس هذا مُهِما الآن فقد خَسَف المهدي المنتظر بوش !! بهما جميعا وقتلهما وعرض صور جثتيهما ليراهما كل العالم ، وليثبت كذب وادعاء هؤلاء الدجالين .
زعم أحد هؤلاء الكتَّاب أن المهدي المنتظر سيخرج في موسم الحج سنة 1419 هـ وفي 1420 هـ تعلن الخلافة ، وأنه في الـ ( 2000) م تكون معركة البحر المتوسط وفي ( 2001) م تكون الهرمجدون العظمى يسبقها أو يقاربها معركة نووية بين فرنسا وأمريكا تخرب فيها فرنسا مؤقتا ويبتلع المحيط أثناءها نيويورك كانت هذه تنبؤاته في سنة 1997 فلما لم يتحقق شيئا مما زعمه أعاد طبع الكتاب سنة 2003 م بنفس الاسم وغير كلامه وحذف هذه الفقرات وراح يتنبأ بغيرها لكن هذه المرة كان حريصا ألا يقع في التحديد الدقيق إنما توارى وراء صيغ التمريض فاستخدم مصطلحات مثل : قد يظهر المهدي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، وقد يتأخر ظهوره مائة عام .. وأن المعركة النووية العظمى ستكون بين ( كوريا الشمالية ) وأمريكا أو فرنسا وأمريكا .
ولم يكن هناك ذكر في طبعة 97 لكوريا الشمالية وأضاف الكاتب اسمها في الطبعة الجديدة لما ظهر من خلاف بين أمريكا وكوريا الشمالية حول السلاح النووي الذي تملكه الأخيرة وأبقى احتمال أن تكون الحرب النووية بين أمريكا وفرنسا بسبب الخلاف الذي حدث بين أمريكا وفرنسا قبل غزو أمريكا للعراق دون تفويض من الأمم المتحدة وهكذا فإن النبوءات تظهر بعد تمام الأحداث لا قبل حدوثها !!
وألف شاب كتابا زعم فيه بعد حسابات دقيقة معقدة لعدد كلمات سورة الإسراء من الآية ( 4 ) للآية ( 104 ) أن نهاية إسرائيل ستكون بإذن الله : في موعد أقصاه 3 / 3 / 2003م أو في موعد أقصاه 1 / 9 / 2003م مع ترجيح الاحتمال الأول !!
إن الغباء والجهل هما ما دفعا الكتاب إلى كتابة مثل هذه الترهات ، و إن الضعف والعجز هما ما دفعا عامة المسلمين إلى تصديقها .
و بسبب هذه الفئة من الكتاب اختلط الحابل بالنابل ، والغث بالسمين ، والعلم بالدجل ، والدين بالشعوذة ، و تبلبلت عقول الناس واختلطت المفاهيم وفُسِرت أحلام العامة على أنها نبوءات ( ) تقام عليها العقائد ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ولما وجدت أن الأمر جد خطير ، وأن السكوت عن بيان الحق كالنطق بالباطل وكلاهما شر مستطير استعنت بالله وشرعت في كتابة هذا الكتاب على وجه السرعة واصلا الليل بالنهار علني أدرك هذه الافتراءات على الله وعلى دين الله فأبطلها قدر علمي و جهدي فإن كان ما فيه حقا فبتوفيق الله تعالى وإن كانت الأخرى فأرجو الله ألا يحرمني أجر المجتهد ، فما أقدمت على هذا العمل إلا حبا في الله وذودا عن حياض الإسلام من تلك الأوهام التي شاعت على أنها دين .
ولما كان من أهداف الكتاب رد مزاعم الصهيونية من اليهود ونصارى الغرب حول : أرض الميعاد ، والهرمجدون ، وعقيدة الألفية ، والمسيح المخلص .. تلك التي روجوا لها في الآونة الأخيرة فإني آثرت أن أبحث أصل هذه العقائد والأفكار وممارسات أصحابها عبر العصور ولذا جاء منهج الكتاب مرتبا – غالبا- ترتيبا تاريخيا ، وكنت أود لو بدأت بتفنيد المزاعم المعاصرة المفتراة لكني وجدت أنها وثيقة الصلة بافتراءات قديمة وما تلك المزاعم التي يرددها الآن الصليبيون الجدد من الغرب وبعض المغفلين من العرب إلا حلقة في سلسلة طويلة من افتراءات ، وترهات قديمة ، كما أن الذي أوقع كثير من الكتّاب في خطأ الفهم والاستدلال هو اجتزاؤهم لبعض النصوص من سياقها النصي ، و تفسيرها بعيدا عن سياقها التاريخي فضلوا وأضلوا .
وبناء على ذلك فقد بدأت الكتاب بالنصوص التي بنت الصهيونية عليها مزاعمها ، مع تفنيد هذه المزاعم ودحضها بالقرآن الكريم ، وكذلك بالحجة والبرهان ، والتاريخ الإنساني العام .
و بينت مسلسل التحريف الذي جعل وعود الله لإبراهيم بملك أرض كنعان تؤول لإسرائيل - يعقوب - دون سائر أبناء إبراهيم ثم بينت أن البقاء والاستمرار اليهوديين هما محض افتراء ، فأكثر يهود اليوم ليسوا أحفادا لبني إسرائيل إلا في الاسم والإثم .
وتحدثت عن الشخصية اليهودية ، وهل هناك شخصية يهودية ثابتة عبر التاريخ تَسِم جميع اليهود في كل زمان ومكان ؟ وأهم ما يميز هذه الشخصية اليهودية – إن كان ثمة شخصية يهودية ثابتة عبر التاريخ - وكيف حافظ كثير من الجماعات اليهودية على سمات شخصياتهم على مدى تاريخهم رغم اختلافهم عن أسلافهم عرقيا وثقافيا ودينيا .
وتحدثت عن زعم يهودي آخر وهو أنهم الضحية الوحيدة في التاريخ وفندت هذا الزعم الباطل وأثبت أنهم ليسوا الشعب الوحيد الذي اضطهد تاريخيا ، وأثبت أن مفسديهم هم المسئولون عما حدث لهم بسبب كفرهم و إثارتهم الفتن ونشرهم الفساد في الأمم التي عاشوا بينها كما أكدتْ هذا الأديان السماوية : التوراة ، والإنجيل والقرآن ، وذكرت أشهر الاضطهادات التي تعرضوا لها مبينا سبب كل اضطهاد مثل : اضطهادهم في مصر وسبب خروجهم منها ، و السبي الآشوري ، والسبي البابلي ، والشتات الروماني ، والحرق على يد هتلر النازي .
ثم أثبت أنهم ليسوا الضحية بل هم الجزار الذي ارتكب المذابح الجماعية ، ومارس أبشع أنواع العنف مع أعدائه .
وذكرت قصة بني إسرائيل كما جاءت في توراة اليهود والتي تؤكد بجلاء أن كل ما حاق بهم من عذاب إنما كان جزاء خروجهم عن الشريعة وعصيانهم لوصايا الرب وعبادتهم العجل ، كما بيت بشيء من التفصيل علاقتهم بأنبيائهم التي اتسمت دائما بالعناد والعصيان والمخالفة في غالب الأحيان .
ثم انتقلت إلى علاقة اليهود بيسوع المسيح كما جاءت في الأناجيل والتي بدأت بتكذيبه ورميه بأبشع التهم ، ونهاية بتسليمه لحاكم الرومان بيلاطس ليصلبه .
ثم تحدثت عن بني إسرائيل واليهود في القرآن وذكرت أهم الصفات التي وصفهم الله تعالى بها .
ثم تحدثت عن علاقة اليهود بسيدنا محمد وكيف عاملهم بإحسان وكيف قابل أكثرهم إحسانه هذا بالإساءة للحد الذي جعل بعضهم يقدمون على محاولة قتلة بأكثر من طريقة ، ثم ذكرت إلام انتهت العلاقة بينه وبينهم .
ونوهت بإيجاز إلى أهم المذابح التي ارتكبوها سفاحو اليهود في حق العرب بعد قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية المحتلة .
ثم تحدثت عن علاقة الغرب باليهود ، وعن أصل الصهيونية وهل حقا أن اليهود هم الذي يتحكمون في السياسة الأمريكية أم أن ساسة الغرب المسيحي هم الذين يسخرون اليهود لتحقيق مخططاتهم الاستعمارية ؟
ثم بحثت موضوعا كثر الجدل حوله وهو : هل السياسة الأمريكية سياسة دينية كما يزعم بعض كتاب الغرب ومن يشايعهم من الكتاب المسلمين أم أنها سياسة علمانية ؟
وبينت أن السياسة الأمريكية كافرة بتعاليم الكتاب المقدس إن لم يكن كفر اعتقاد فهو – على الأقل- كفر عمل وممارسة ، وذكرت أهم المبادئ التي جاء بها المسيح وبينت إن كثيرا من الأمريكان بعيدون كل البعد عنها بل مؤمنون بأضدادها ، وتحدثت عن سمات الشعب الأمريكي ، و ممارساته الحياتية .
ثم تحدثت عن حقيقة معركة الهرمجدون من خلال عرض للنصوص الدينية ، وبينت كيف استغلت الحكومة الأمريكية هذه المزاعم الدينية لتحقيق مصالح استعمارية ؟ وكيف خُدِعَ بعض الكتاب العرب بالتدين الزائف لكثير من الأمريكان؟
وعرضت عرضا وافيا لسفر الرؤيا الذي ذكرت فيه معركة الهرمجدون وأثبت خطأ الاستدلال بمعركة الهرمجدون على ما يجري من أحداث راهنة .
ثم تحدثت بإيجاز عن عقيدتي : المهدي ، والمسيح بالنسبة للمسلمين وبينت أن بعض المسلمين المحدثين وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه كثير من اليهود ونصارى الغرب – البروتستانت - في مطابقة هذه النصوص للواقع حالي .
ثم تحدثت بشيء من التفصيل عن العرّاف نوستراداموس و عن نبوءاته وبينت إن نبوءاته ما هي إلا تفسير لبعض نبوءات الكتاب المقدس أعاد كتابتها بلغة غامضة مبهمة ، ثم بينت سر ذيوع هذه النبوءات في الآونة الأخيرة بين كثير من اليهود والمسيحيين الغربيين ، كما بينت سر احتفاء غلاة الشيعة بهذه النبوءات ، وذكرت أهم عقائد غلاة الشيعة ورأي العلماء الثقاة فيها .
ثم عرضت لقضية مهمة يتحاشاها كثير من الكتاب المسلمين وإن تعرضوا لها لا يعرضونها بالأمانة المطلوبة وهي قضية موقف المسيحيين العرب من النبوءات اليهودية والمسيحية البروتستانتية من جهة ، وعلاقتهم بالعدوان الصهيوني الغربي اليهودي على البلاد العربية من جهة أخرى ، وبينت بإيجاز الفروق الجوهرية بين المذاهب المسيحية فيما يتعلق بالمزاعم و الوعود الإلهية لبني إسرائيل .
وفي الفصل الأخير بينت موقف العرب - حكومات وشعوب ، كتاب دين ووعاظ – من مخطط الصليبيين الجدد ، وكشفت عن حقيقة الفهم الخاطئ لدي كثير من العرب لحقيقة الصراع ، وبينت في جلاء الأسباب الحقيقية وراء نجاح المخطط ، وبينت المسئول الحقيقي عن هذا .
وفي النهاية رسمت للعرب والمسلمين طريق الخلاص مما هم فيه من ذل وهوان ، و واجب كل إنسان نحو دينه ودنياه كما فهمت من كتاب الله وسنة نبيه وقراءتي للتاريخ وتدبري للواقع .
وأخيرا ما سطرته في هذا الكتاب مبلغ علمي وطاقة جهدي واجتهادي داعيا الله تعالى أن يرزقنا الفهم الدقيق والعمل الصالح وأن يجنبنا الزلل ، وأن ينفع الله الناس بما فيه من حق ، وأن يعفو عني ويسامحني عما قد يكون فيه من خطأ في الفهم أو تقصير في الجهد .
{ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ( هود : 88)
محمد يونس هاشم
أغسطس 2004
الموضـــــــــــوع الصفحة
المقدمة ............................................................................... 1
الفصل الأول : المرجعية النصية لليهود الصهاينة
العهد الإلهي لسام بتملك أرض العرب .......................................... 19
كيف آل العهد الإلهي من سام إلى بني إسرائيل وحدهم ؟ ................ 21
كيف حصل يعقوب على لقب إسرائيل ؟ ........................................ 25
معاداة السامية وعقدة الذنب ......................................................... 27
الخلاص الإلهي لبني إسرائيل في آخر الزمان ................................ 32
أهم عقائد اليهود ....................................................................... 32
الفصل الثاني : الرد على مزاعم اليهود الصهاينة
إسماعيل وإسحق والوعد الإلهي بتملك أرض كنعان ...................... 36
هل إسحق هو الابن الوحيد لإبراهيم المستحق لميراثه ؟ .................. 39
الأدلة القاطعة على أن إسماعيل هو الذبيح وليس إسحق .................. 41
هل هاجر جارية سارة أم أميرة مصرية ؟ ..................................... 44
العرب والسامية ...................................................................... 45
تحقق الوعد الإلهي لبني إسرائيل بتملك أرض كنعان ...................... 48
الرد على مزاعم اليهود في الخلاص على يد الماشيخ ...................... 50
البقاء والاستمرار اليهوديان ........................................................ 54
الضحية والجزار في التاريخ اليهودي .......................................... 57
أسباب اضطهاد اليهود في التاريخ الإنساني .................................. 58
أسباب اضطهاد اليهود في الكتب السماوية .................................... 65
سمات الشخصية اليهودية في التوراة ........................................... 71
صفات اليهود في القرآن الكريم ................................................... 75
الفصل الثالث : قصة بيني إسرائيل في التوراة
قصة بني إسرائيل في مصر ....................................................... 80
ندم بني إسرائيل على خروجهم من مصر .................................... 84
ميثاق الرب مع بني إسرائيل ....................................................... 86
عبادة بني إسرائيل للعجل ........................................................... 87
تحقق الوعد الإلهي بدخول بني إسرائيل أرض كنعان ..................... 96
مملكة داود ........................................................................... 102
مملكة سليمان ........................................................................ 105
سليمان يبني الهيكل .................................................................. 106
معصية سليمان وغضب الرب عليه ............................................. 111
السبي الآشوري ( سنة 722 ق.م ) ............................................ 112
السبي البابلي ( سنة 586 ق.م ) ................................................. 114
عودة اليهود من السبي ............................................................. 117
الفصل الرابع : علاقة اليهود بالمسيح كما جاءت في الإنجيل
جدال اليهود للمسيح ................................................................... 122
جوهر الخلاف بين اليهود والمسيح ............................................... 123
محاكمة كهنة اليهود للمسيح ......................................................... 128
الفصل الخامس : قصة النبي مع اليهود
جماعات يهودية وليسوا يهودا .................................................... 135
قصة بني إسرائيل في القرآن الكريم .......................................... 137
قصة اليهود مع خاتم المرسلين ..................................................... 142
الفصل السادس : أشهر مذابح اليهود
مذبحة دير ياسين ..................................................................... 155
مذبحة اللد ............................................................................ 155
الإرهاب الإسـرائيلي منذ عام 1967حتى الثمانينيات ................... 156
مذبحة مصنع أبي زعبل ............................................................. 157
مذبحة بحر البقر ....................................................................... 157
مذبحة صابرا وشاتيلا ............................................................... 157
الإرهاب الإسـرائيلي والانتفاضة ............................................... 158
مذبحة الحرم الإبراهيمي ............................................................ 158
مذبحة قانا ............................................................................ 159
اغتيال الشيخ أحمد ياسين ........................................................... 160
اغتيال عبد العزيز الرنتيسي ....................................................... 160
تهويد القدس .......................................................................... 160
ممارسات يهودية مستفزة للشعور الديني ....................................... 162
الفصل السابع : علاقة الغرب باليهود
حقيقة العلاقة بين الغرب المسيحي واليهود .................................... 168
اختلاف المذاهب المسيحية حول اليهود ......................................... 171
موقف الكنيسة الكاثوليكية من اليهود ............................................ 171
موقف المسيحيين البروتستانت من اليهود ...................................... 173
مخطط الصليبيين الجدد .............................................................. 175
الدليل على خضوع اليهود للمخطط الأمريكي ................................ 178
حقيقة الصهيونية وأهدافها ........................................................... 183
الفصل الثامن : الألفية الثالثة ومعركة هرمجدون ونهاية العالم
نبوءة يسوع بنهاية العالم ............................................................ 188
سفر الرؤيا ومعركة الهرمجدون ................................................. 195
عقائد المسلمين حول علامات يوم القيامة ...................................... 198
المهدي المنتظر ...................................................................... 198
المسيخ الدجال ....................................................................... 199
نزول عيسى عليه السلام ............................................................ 200
لماذا كثر الكلام عن علامات يوم القيامة في الآونة الأخيرة ؟ .......... 202
الفصل التاسع : حقيقة السياسة الأمريكية
هل السياسة الأمريكية سياسة دينية أم علمانية ؟ ............................ 207
حقيقة الشعب الأمريكي ............................................................. 221
11 سبتمبر 2001 ................................................................... 223
الفصل العاشر : نوستراداموس وتنبؤاته
نوستراداموس وأشهر تنبؤاته ؟ .................................................... 226
حقيقة تنبؤات داموس ................................................................. 228
السر وراء اشتهار كتب التنبؤات ............................................. 232
المصدقون بتنبؤات داموس من المسلمين والرد عليهم ................ 242
سر احتفاء الشيعة بتنبؤات داموس ......................................... 252
حكم الإسلام في الكهانة .............................................................. 258
ورثة النبي : الشيعة أم علماء السنة ؟ ........................................... 262
الفصل الحادي عشر : المسيحيين العرب مخطط الصليبيين الجدد
الأرثوذكس والكاثوليك وعقائد اليهود ............................................ 264
طوائف البروتستانت الغربيين واليهود .......................................... 265
آراء الرموز المسيحية العربية في البروتستانتية الغربية .................. 265
وحدة الأمة العربية رغم اختلاف الأديان ....................................... 267
موقف المسيحيين العرب من حملة الغرب على الإسلام ................... 272
الفصل الثاني عشر : العرب ومخطط الصليبيين الجدد
الحكام العرب ومخطط الصليبيين الجدد ........................................ 278
الشعوب العربية ومخطط الصليبيين الجدد ...................................... 280
الكتاب العرب والمخطط ............................................ 281
وعاظ الدين والمخطط ............................................................... 283
عدونا الحقيقي وشواهد التاريخ على ذلك ...................................... 284
ما أشبه الليلة بالبارحة ................................................................ 288
هل إسرائيل حقا أقوى من العرب ؟ .............................................. 289
من مكَّن لليهود من احتلال فلسطين ............................................. 292
مقومات النصر ........................................................................ 295
علامات على طريق النهضة العربية ............................................ 299
[justify]
..............................
التليفون المحمول : 0126406489
البريد الالكتروني :
yuness112@hotmail.comموقع المؤلف على الإنترنت
www.albab.hooxs.com