مفتاح شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ولو تحدَّثنا عن مفتاح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لو جدنا أن الرحمة في أسمى معانيها وأعلى درجاتها هي السمة التي تميز شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الخَلْق جميعاً، نعم هناك رحماء كثيرون قديماً وحديثاً لكن النبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى للرحمة والقمَّة التي لم يبلغها سواه ، ولم لا وهو رحمة الله للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] وهذه الرحمة ليست قاصرة على آله فحسب ولا المؤمنين فقط بل تشمل جميع خلق الله تعالى : الإنسان ، المؤمن والكافر ، الطائع والعاصي ، الصديق والعدو ، المرأة والرجل ، الصغير والكبير ، الحر والعبد ، القريب والبعيد ، والإنس والجن ، والحيوان ، والطير ، والنبات ، وحتى الجماد .. رحمة لا تقتصر على الدنيا إنما تشمل الدنيا والآخرة .. رحمة لا مثيل لها على كثرة ما عَرَف الناس من رحماء ومن صور الرحمة على مر عصورهم ، ولا عجب في ذلك فمجيء رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكمال وبهذا الشمول ليس طبيعة متأصلة في نفس النبي صلى الله عليه وسلم فحسب بل هي هبة إلهية خَصَّه بها {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران:159] أي: برحمة من الله وقال الحسن البصري: هذا خُلُقُ محمد r بعثه الله به .