" تحليل حرب إسرائيل 2006 على لبنان " من كتاب " إسرائيل وحزب الله ولبنان . محمد يونس هاشم

تحليل حرب إسرائيل 2006 على لبنان
1- جاءت الحرب على غزة بعد حرب لبنان 2006 م والتي استمرت 33 يوماً وأدت إلى مقتل أكثر من 1100 لبنانيّاً وإصابة أكثر من 4400 ، وتدمير لبنان تدميراً شبه كامل مما أعادها إلى الوراء عشرين سنة ، وتدمير معاقل حزب الله في الجنوب ، وإلحاق بالغ الضرر بقواته ، وإقصائه عن الجنوب اللبناني الذي كان يحتله ويهدد منه شمال إسرائيل ، واحتلال قوات اليونيفيل للجنوب اللبناني وهي قوات مهمتها منع أي هجوم محتمل على إسرائيل ، كما أنها تتجسس لصالحها .
ومع أن نتائج حرب لبنان كانت تصب أغلبها في صالح إسرائيل إلا أن دعاية حزب الله ، وحلفائه (سوريا وإيران) قد روَّجت إلى أن حرب لبنان كانت انتصاراً مؤزراً لحزب الله الذي دحر إسرائيل وألحق بها هزيمة أقسى من هزيمة أكتوبر 73 !!
2- جاءت الحرب على غزة التي أشعلت حماس فتيلها كمحاولة منها للخروج من مأزقها منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية وسيطرتها على قطاع غزة وفرض إسرائيل الحصار الشامل عليها .
3- لم تكن حماس تتوقع أن يكون رد فعل إسرائيل على عدم تمديدهم الهدنة وإطلاقهم عدة صواريخ في اتجاهها بهذا العنف وتلك الوحشية ، تماماً كما حدث مع حزب الله الذي اعترف أمينه العام حسن نصر الله بأنه لو توقع واحد بالمئة أن عملية أسر الجنديين ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم ،لما قام بها قطعاً.
4- لم يطلق حزب الله صاروخاً واحداً تجاه إسرائيل أثناء عدوانها على غزة ، وعندما أُطْلِقت عدة صواريخ من لبنان راح ينفي بشدة صلته بهذه الصواريخ ، ويتعهد بحفاظه على هدوء الجبهة اللبنانية ، وبعد انتهاء العدوان حاول تهريب أسلحة إلى حماس عن طريق الأنفاق المصرية وقبضت القوات المصرية على الخلية المكلفة بهذه المهمة والتي كان يقودها سامي شهــاب .
5- تعميق الخلاف بين فتح وحماس ، ودول الاعتدال العربي : مصر والسعودية والأردن من جهة ، وجبهة الممانعة سورية وحزب الله ، وحماس من جهة أخرى .
6- تحويل الصراع من عربي / إسرائيلي إلى صراع فلسطيني/ فلسطيني ، وفلسطيني / مصري، ومصري/ عربي . وكل هذا يصب في مصلحة إسرائيل .
7- لم تستطع حماس أن تحقق أية مكاسب تذكر كانت تستهدفها مثل : وقف العدوان على غزة ، وفتح المعابر بشكل دائم ، ورفض التهدئة . في حين استطاعت إسرائيل أن توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة ، وتَحِد من تهريب الأسلحة إلى غزة ، وتعيد التهدئة مرة ثانية مع استمرار الحصار ، وإغلاق المعابر ، ومنع المساعدات .
بعد أن قامت مصر بفتح معبر رفح أثناء الحرب لدخول المساعدات إلى غزة ، وسماح للجرحى والمصابين بدخول مصر لتلقي العلاج وظل المعبر مفتوحاً في الاتجاهين لاستقبال الجرحى والحالات الإنسانية عادت مصر إلى إغلاقه التزاماً باتفاقية فتح المعبر التي تنص على عدم فتحه إلا في حضور السلطة الفلسطينية ومراقبين من الإتحاد الأوربي .