عودة الأنبياء
للشاعر : فاروق جويدة
أهلاً رسول اللهِ يا خير الهداةِ الصادقين
أنا يا محمدُ قد أتيتكَ من دروب الحائرين
فلقد رأيتُ الأرضَ تسكرُ من دماء الجائعين
والناسُ تحرقُ في رفاتِ العدلِ ماتَ العدل فينا من سنين
أنا يا رسولَ الله طفلٌ حائرٌ من يرحم الآباءَ من يحمي البنين ؟
الناسُ تأكلُ بعضَها هذي لحومُ الناسِ نأكلها ونشرب خلفها دمعَ الحيارى المتعبين
رفقاً رسولَ اللهِ لا تغضب فهذا حالُنا فلقد عَصينا الله في زمنٍ حزين
ماذا تقولُ إذا سرقتُ الناس خبّرني وطيفُ الجوع يقتل طفلتي؟
وأنا أموتُ على الطريقِ وحوله يسري اللصوصُ وهم سكارى من بقايا مهجتي ؟
بالله خبرني رسول اللهِ أين بدايتي .. ونهايتي ؟
أتُرى أعيشُ العمرَ مصلوبَ المنى ؟ أنا يا رسول اللهِ لم أعرف مع الدجل الرخيص حكايتي
ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبر مدينتي
وأموتُ في نفسي .. أموت وأموتُ في خوفي .. أموت
وأموت في صمتي .. أموت أنا يا رسول الله أحيا كي أموت
قالوا بأن الموت موتٌ واحدٌ وأمام كل دقيقة قلبي يموت
قلبي رسول الله في جنبي يموت ماذا أقول وقد رأيتُ الأرضَ تفرحُ بالمعاصي والذنوب؟
ماذا أقولُ وعمري الحيرانُ يطحنه الغروب ؟ والحبُ في قلبي يذوب
آهٍ رسولَ الله من أيامنا فلقد رأيتَ بنورِ قلبكَ حالنََا
يا منصف الأحياءِ والموتى ويا نوراً أضاء طريقنا
لا تترك الأحزانَ ترتعُ بيننا
الشمسُ تصعدُ للسماء والزهرُ يخنقه البكاء
والليل ينظرُ في دهاء عاد الظلامُ مدينتي ما كنتِ يوماً .. للضياء
الآن يرحلُ عنكِ نور الأنبياء النورُ يخترقُ السماء
يمضي بعيداً ، ويح قلبي ليته ما كان جاء
يوماً رأت فيه القلوبُ بشيرَ صبحٍ عانقت فيهِ الرجاء
يا أنبياءَ الله لا تتركوا الأرضَ الحزينةَ للضياع
لا تتركوا الأرض الحزينة للضياع يا أنبياء الله
يا من تريدون الوداع يا من تركتم للظلام مدينتي
قبل الرحيل تنبهوا الأرض تمشي للضياع
الأرض ضاعت .. في الضياع