سمات شخصية بني إسرائيل في التوراة
كثيرة تلك النصوص التوراتية التي تعلم وترسخ : العدوانية ، والنفعية ، و التآمر ، والانحلال ، والاستغلالية وهي صفات تسم كثيرا من اليهود وعرفوا بها في أي مكان حلوا به كما بينا في الفصل السابق .
1- نقدهم لعهود الرب وعبادتهم للأوثان :
- " فأمر الرب موسى : " قم وانزل فإن الشعب الذي أخرجته من ديار مصر ، قد فسد . إذ انحرفوا سريعا عن الطريق الذي أمرتهم به ، فصاغوا لهم عجلا وعبدوه وذبحوا له الذبائح هاتفين : هذا هو إلهُك يا إسرائيل الذي أخرجك من مصر "
- " واقترف بنو إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البَعْلِيم ، ونبذوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من ديار مصر وغووا وراء آلهة أخرى من أوثان الشعوب المحيطة بهم ، وسجدوا لها ، فأغاظوا الرب . وتركوا الرب وعبدوا البَعْل وعَشْتَارُوث . فاحتدم غضب الرب على إسرائيل وتركهم تحت رحمة الناهبين الغزاة " ( القضاة : 2 )
- " وأقام الإسرائيليون في شطيم فشرع الرجال يرتكبون الزنى مع الموآبيات اللواتي أغوين الشعب لحضور ذبائح آلهتهن والأكل منها والسجود لها . فاشترك الإسرائيليون في عبادة بَعْل فغور . فاحتدم غضب الرب عليهم . " ( العدد : 25 )
2- العدوانية :-
- " واستولوا عليها ( أي مدينة أريحا ). ودمروا المدينة وقضوا بحد السيف على كل من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتى البقر والغنم والحمير .. ثم أحرق الإسرائيليون المدينة بالنار بكل ما فيها . أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد حفظوها في خزانة بيت الرب .. في ذلك الوقت أنذر يشوع الشعب قائلا : " ملعون أمام الرب كل من يحاول أن يعيد بناء أريحا ، فإن بِكْرَهُ يموت وهو يضع أساساتها ، وصغيره يَهْلك وهو يقيم بواباتها "(يشوع:6)
- " قال صموئيل لشاول ( ) : " أنا الذي أرسلني لأنَصِّبَنك ملكا على إسرائيل ، فاسمع الآن كلام الرب . هذا ما يقوله رب الجنود : إني مزمع أن أعاقب عماليق جزاء ما ارتكبه في حق الإسرائيليين حين تصدى لهم في الطريق عند خروجهم من مصر . فاذهب الآن وهاجم عماليق واقضِ على كل ماله . ولا تعفُ عن أحد منهم بل اقْتُلْهم جميعا رجالا ونساء ، وأطفالا ورُضَّعا ، بقرا وغنما ، جِمالا وحميرا "
( صموئيل الأول : 15 )
3- التآمر :-
- أ لم تتآمر رفقة مع يعقوب لسرقة النبوة من أخيه عيسو ؟!
- ألم يتآمر داود التوراتي على أوريا الحثي فألقاه في المهالك ليتزوج زوجته " كتب داود رسالة إلى يوآب ، بعث بها مع أوريا ، جاء فيها : اجعلوا أوريا في الخطوط الأولى حيث ينشب القتال الشرس ، ثم تراجعوا من ورائه ليلقى حتفه " ... وعندما علمت زوجة أوريا أن زوجها قد قتل ناحت عليه وحين انقضت فترة الحداد ، أرسل داود وأحضرها إلى القصر وتزوجها " ( صموئيل الثاني : 11 )
- ألم يتآمر أبشالوم ضد أبيه داود ونازعه الملك ؟!
4- الاستغلال والنفعية :-
- أ لم يستغل يعقوب حاجة أخيه عيسو للطعام فساومه على بكوريته حتى أخذها منه ؟
- ألم يطلب إبراهيم من زوجته ساراى أن تستغل جمالها وجهل المصريين بعلاقتها به فتدعي أنه أخوها ليحسنوا معاملة إبراهيم لأجلها " وما أن اقتربوا من تخوم مصر حتى قال لزوجته ساراي : " أنا أعرف أنك امرأة جميلة ، فما إن يراك المصريون حتى يقولوا هذه هي زوجته فيقتلونني ويستحيوك . لذلك قولي إنك أختي ؛ فيحسنوا معاملتي من أجلك وتنجو حياتي بفضلك " ( التكوين : 12 )
5- الانحلال الخلقي :-
- أ لم ترتكب ابنتا لوط الفاحشة مع أبيهما وهو نائم ؟!
- أ لم يعرض لوط ابنتيه العذراوان على قومه ليفعلوا بهما ما يحلوا لهم من فجور مشهورون به ؟! " هوذا لي ابنتان عذراوان أخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحلوا لكم " ( التكوين : 19 )
- أ لم يعاشر أبشالوم محظيات أبيه داود ؟!
" ونصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل لمضاجعة محظيات أبيه على مرأى جميع الإسرائيليين " ( صموئيل الثاني : 16 ) .
وهذه الصفات قليل من كثير وصفت توراة اليهود بني إسرائي وسنفصل هذه الصفات في فصل " بني إسرائيل في توراة اليهود "
ولقد اتخذ اليهود الصهاينة في العصر الحديث من بني إسرائيل قدوة لهم فقلدوهم في : نقض العهود ، والعدوانية ، والتآمرية ، والاستغلال والنفعية ، والانحلال الخلقي
فإذا جئنا إلى كتاب ربنا القرآن الكريم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - نجده يندد بجرائم المفسدين منهم في حق الله أو حق عباده المؤمنين ، أو في حق أنفسهم ، والقرآن الكريم في إدانته للمجرمين من بني إسرائيل أو اليهود يذكر أدلة الاتهام ولا يلقي بالتهم جزافا ولا ويعمم الحكم على كل جماعات اليهود بل يذكر الله تعالى الفعل الخبيث ، أو القول المنكر ويدين من فعله أو من قال به سواء أكان فردا أو جماعة أو أمة أقرت برأي الفرد أو الجماعة . والله تعالى لا يسأل عما يفعل فلا يلزمه إقامة الدليل على المجرمين فهو الحكم العدل وهو القاهر فوق عباده إنما يعلمنا إقامة الدليل قبل الاتهام ، وتقصي الحقيقة قبل الحكم . وبيان الجريمة قبل العقاب .
فمثلا يقول تعالى { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ } ( آل عمران 181)
فالله جلَّ وعلى لم يتهم كل اليهود بأنهم قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، لم يتهم كل اليهود بقتل الأنبياء إنما يتهم من قال ومن قتل ثم يذكر الله تعالى العقاب بعد بيان الجريمة .