تقييم لتجربة حماس في السلطة :
1- كان على حماس أن تفرق بين كونها حركة مقاومة لا تعرف إلا الجهاد المسلح طريقاً لاسترداد الحقوق، وبين كونها سلطة حاكمة يجب أن تلتزم بالعهود والمواثيق التي وقعتها السلطة الفلسطينية .
2- كان على حماس أن تفرق بين ما هو تكتيكي ، وما هو استراتيجي فإذا كانت استراتيجيتها تهدف إلى تحرير فلسطين من العدو الصهيوني ، لكنها في الوقت الراهن لا تستطيع فعل ذلك لأنها لا تملك مقومات الدولة الحقيقية فهي تحصل من إسرائيل عدوتها التي تريد إزالتها من الوجود على كل مقومات حياتها من ماء وكهرباء وغاز وعائدات ضرائب ، وفرص عمل و... لكن حماس حولت ما هو استراتيجي إلى تكتيكي فظنت أن باستطاعتها وهي التي لا تزيد عن بضعة آلاف أن تحرر كل فلسطين وهي التي لا تملك أية قوة حقيقية ولا إجماع وطني .
3- كان على حماس وقد رضيت أن تمارس اللعبة السياسية أن تعرف شروطها فلا تخلط بين ما هو ديني ، وما هو سياسي فتجعل ما هو سياسي دينيّاً ، وما هو ديني سياسيّاً . فإذا كانت أمور الحرب والسلام ، والمفاوضات والمعاهدات أموراً سياسية تركها الله تعالى لأولي الأمر ولأهل الحل والعقد (المجالس النيابية) يبتون فيها حسب الزمان والمكان والحال فلا تحولها إلى ثوابت دينية يفتي فيها رجال الدين الذين لا معرفة لهم بالسياسة .
4- كان على حماس أن تترك عباس يحاول بالطرق السلمية إنهاء الاحتلال واسترداد الحقوق المشروعة ، وتتفرغ هي لبناء الدولة ودعم مؤسساتها ، ووضعها على طريق النهضة الشاملة .
5- كان على حركة حماس التي سحرت الناس في المساجد ورفعت شعارات مثالية أن تأخذ في الأسباب العملية لإصلاح الوضع الفلسطيني الداخلي متعاونة في ذلك مع كافة الفصائل الفلسطينية ، كما تعمل على كسب العالم بأسره وشعوبه إلى جانب القضية الفلسطينية لا أن تخسرهم وتعطي مبررًا لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها في القدس والأغوار والضفة .
6- كان على حركة حماس ألا تلجأ إلى رفع السلاح في وجه إخوانهم من الفلسطينيين وإن اختلفوا معهم في الرأي والتوجه ، وألا تنقلب على الشرعية وتحتل غزة عسكريّاً ، وتمارس أبشع أنواع العنف مع مناوئيها.
7- كان على حماس أن تقدم المصلحة الفلسطينية على أجندتها الخاصة أو أجندة حلفائها من القوى الإقليمية.
8- كان على حماس ألا تظهر الإسلاميين على أنهم كاذبون ومخادعون بدخولها الانتخابات على خلفية أسلو وعندما تفوز تتنكر للاتفاقية ، يكلفها عباس بتشكيل الحكومة وعندما تختلف معه تقوم بانقلاب مسلج ضده ، تصل للحكم عن طريق صندوق الانتخابات وعندما يستتب بها الأمر ترفض الاحتكام إليه .
9- كان على حماس أن تعلم أن تبنيها لسياسة المقاومة كاختيار وحيد لحل المشكلة الفلسطينية خطأ فادح ، فالمقاومة المسلحة لا تحسم مشكلة كهذه عمرها أكثر من ستين عاماً إنما تضاعف منها وقد جربت فتح نفس الطريق وفشلت لذا عدلت من مسارها ونهجت طريق السلام الذي بدأته في بداية التسعينات وأثمر عن اتفاق غزة أريحا كما أثمر عن تعاطف دولي عام مع الحقوق الفلسطينية وبدد حلم المتطرفين الصهاينة في إقامة دولة يهودية من النيل للفرات وأفقد اليمين الإسرائيلي المتطرف شعبيته لكن ما فعلته حماس استعدى على فلسطين كل القوى الدولية وأعاد لليمين الإسرائيلي المتطرف شعبيته ونظرة إلى برنامج حزب الليكود في الانتخابية الإسرائيلية الأخيرة يبين مدى ما جلبته حماس على الفلسطينيين من عداء .
فبرنامج حزب الليكود والذي قدمه للانتخابات يهدف بالدرجة الأولى إلى ترهيب الشارع الإسرائيلي من حركة حماس ومحاولة إفشالها فجاءت شعاراته كالتالي :
1- حزب الليكود أقوى من حركة حماس .
2- حماس هنا يعني أن إيران هنا .
3- حماس دخلت إلى القدس وسياسة الانسحابات المجانية انهارت .
4- حزب الليكود ونتنياهو هو الأمثل