المقدمة
اشتهر المصري بالتدين ، والطيبة ، والتسامح ، وكراهية العنف ، وحب الاستقرار، والرضا بالقليل .
وهذه الصفات النبيلة ، مع الأسف ، جعلت كثيراً من المؤرخين ، قدماء ومحدثين ، يتهمون المصريين بالضعف ، وقبول الذلِّ والهوان ، والخضوع للقوي ، " وأنهم عبيد لمن غَلَب " ، و " أنهم يتسمون بأخلاق العبيد " .
والمتتبع لتاريخ مصر المديد يجد أن المصري طيب القلب ، هادئ الطبع ، لا يميل إلى العنف ولا الثورة بل يميل إلى الاستقرار والهدوء والالتزام بالشرعية والقانون. ومع ذلك فالمصري لا يقبل أبداً أن تهان ديانته أو تنتهك كرامته أو تنهب ثروته .
هذه مقدسات ثلاثة لم يسكت الشعب المصري طوال تاريخه عن انتهاك إحداها.
نعم شعب مصر شعب مسالم يكره الحرب ويحب السلام لأنه شعب مؤمن يبغض سفك الدماء ، ويعشق الإصلاح والبناء ، لكن إذا كتب عليه القتال ، وهو كره له ، قاتل وانتصر . وإذا انتهكت
كرامته ، أو اعتدي على قُوْته ثار وانتقم .
وليست هذه شعارات جوفاء يتشدق بها المصريون في معرض الفخر والمباهاة إنما هي حقائق راسخة ، ومبادئ ثابتة . تشهد عليها حقائق التاريخ ، وواقع الدهور .
وهذا الكتاب يتكون من خمسة فصول ، في الفصل الأول دراسة للشخصية المصرية كما تبدت في كتابات الذين تحدثوا عن شخصية مصر من الباحثين والكتََاب .
وفي فصول الكتاب الأربعة الأخرى استعراض للثورات المصرية عبر تاريخ مصر: القديم ، والوسيط ، والحديث ، والمعاصر ؛ لبيان هل الشعب المصري شعب جبان وضعيف وعبد لمن غلب كما وصمه الكتاب والباحثون ؟ أم أنه شعب حر أبي يبذل روحه رخيصة دفاعاً عن قدسية دينه ، وصون كرامته ، وحماية لقمة عيشه ؟
محمد يونس هاشم
6/ 10 / 2011
.................................
التليفون المحمول : 0126406489
البريد الالكتروني :
yuness112@hotmail.comموقع المؤلف على الإنترنت
www.albab.hooxs.com