abunour
المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: أرض الميعاد المزعومة الإثنين فبراير 08, 2010 2:19 pm | |
| الدكتور/ سيد كريم • اختلف المؤرخون وكتاب تاريخ الأديان في تحديد مسار طريق رحلة الخروج إلى أرض الميعاد. تلك الرحلة التي بدأت في مرحلتها الثانية من جبل موسى الذي صعد إليه النبي موسى ليكلم ربه الذي أمره أن يذهب بقومه إلى أرض الميعاد. اختلف الدارسون في تحديد موقع الجبل المقدس الذي بدأت من عنده الرحلة ، وصفته بعض المراجع بأنه جبل "سن بشار" بوادي صدر الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر كما ورد ذكره في سفر الخروج ومن جبل سن بشار عبروا وديان صحراء سينا الوسطى ليصلوا إلى ايلات التي دخلوا منها إلى أرض كنعان. بينما يصف البعض الآخر جبل "سانت كاترين" بأنه هو الجبل المقدس وأنهم انتقلوا فيه شرقاً للنزول إلى خليج العقبة وساروا بطول شاطئه الغربي بأرض سينا حيث ينتهي الشاطئ عند مدينة ايلات.
فريق ثالث يعلن اكتشافه لجبل موسى المقدس على أرض الجزيرة العربية المطلة على خليج العقبة (جبل الحج أو جبل اللوز) ومنه سار قوم موسى بإمتداد الشاطئ الشرقي لخليج العقبة عبر صحراء الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى مدينة إيلات. وهو اسم الموقع الذي ورد ذكره في التوراه واجمعت الآراء الثلاثة المختلفة على انها بداية الرحلة الثالثة في طريق الوصول إلى أرض الميعاد مروراً بسنوات التيه. • جانب هام في تاريخ طريق الخروج وهو وصف في سفر الخروج بأرض التيه أو صحراء التيه التي قضوا فيها أربعين عام حتى وصولهم إلى أرض الميعاد. وأتاههم الإله أربعين عام لغضبه عليهم عندما كفروا بتعاليم موسى وقاموا بعبادة العجل وهي القصة التي وردت مفصلة في الكتب السماوية. وقد فسر مؤرخوا الأديان أنها المدة الكافية لفناء جيلين من المشركين الذين رافقوا الرحلة لحرمانهم من الوصول إلى أرض الميعاد. اختلف المؤرخون ودارسوا تاريخ الأديان في تحديد موقع صحراء التيه. وصفها البعض بأنها في قلب سيناء التي تمتد وديان صحاريها من الوادي المقدس وجبل سن بشار بوادي صدر إلى شاطئ خليج العقبة بعد مدينة ايلات بينما وصفت أكثر المراجع بأن صحراء التيه تبدأ من مدينة ايلات وتركزت أبحاثهم على صحراء النقب التي دخلوا منها إلى أرض كنعان وفلسطين. وظهرت أراء أخرى معارضة لتحدد موقع أرض التيه في الجزيرة العربية في الصحراء الممتدة من "جبل اللوز" الذي وصفوه بالجبل المقدس- كما ورد شرحه سابقاً – إلى الأرض السورية أو أرض كنعان التي دخلوا منها إلى "أورشاليم" قبلة أرض الميعاد. وتفسر التوراه اسطورة أرض التيه بالنص الذي ورد في أصحاح يهوذا في قوله "عندما أخطأ اليهود في حق الإله وضعهم في قبضة الفلسطينيين أربعون عاماً" يوضح هذا التفسير الديني أن سنوات التيه هي السنوات الأربعين التي قضاها اليهود في حروبهم مع الكنعانيين والفلسطينين حتى تم لهم الإستقرار في أرض الميعاد وهو اليوم الذي قضى فيه النبي موسى نحبه بعد أن أشار إلى بيت المقدس ليتجهوا إليه والذي يبعد بمسيرة يوم من موقع المكان الذي طلب أن يدفن فيه على شاطئ البحر الميت. يلقى ذلك الموقع ضوءاً على حقيقة الطريق الذي سلكه قوم موسى واختلفت الآراء في تحديده.
• كما اختلفت ٍالآراء في وصف طريق الخروج من جبل موسى إلى إيلات والدخول منها إلى أرض التيه. تعددت الآراء في طريق الدخول إلى أرض كنعان وغزو فلسطين. ثلاث طرق مختلفة ومتباعدة سلكوا واحد منها كما وردت أوصاف كل منها في أسفار الخروج والتوراة وأقوال الحكماء والباحثون في علم تاريخ الأديان بالإضافة إلى الأبحاث الجيولوجية في مواقع الأحداث. أول طريق تركزت عليه معظم البحوث خاصة لتعدد ذكره في أسفار العقيدة وأقوال حكماء إسرائيل هو طريق دخولهم إلى أرض كنعان شرق البحر الميت وقاموا بغزو البلاد التي مروا بها من العرابة (أرض العرب) حتى وصلوا إلى نهر الأردن بالقرب من مصبه في البحر بعد مرور مدينة (آبل) ووصلوا بعد عبورهم النهر إلى مدينة (جريكو) ثم اتجهوا منها جنوباً إلى اورشليم (دار السلام) أما الطريق الثاني وهو الطريق الذي يؤكد كثير من علماء الآثار أنهم سلكوه فهو طريق البحر الأبيض شرق فلسطين والمعروف في التاريخ القديم باسم طريق الفراعنة الذي انشأه تحتمس الثالث عندما كانت أرض كنعان وسوريا وفلسطين ضمن حدود الامبراطورية المصرية خصوصاً وأن كثيراً من البلاد التي ورد ذكرها في اسفارهم تحمل الاسماء المصرية القديمة المسجلة في قوائم الغزو على حوائط معبد أمون ومدينة هابو.
أما الطريق الثالث وهو أقربها إلى الصواب فهو طريق الشاطئ الغربي للبحر الميت الممتد من صحراء النقب إلى شرق الأردن في أرض فلسطين لا أرض كنعان ويحمل الطريق كثيراً من أثار أقدامهم على حفريات الشاطئ وهو الطريق الذي يقع في نهايته قبر النبي موسى الذي أطلق عليه قدماء المؤرخون "بوابة ممر الوصول إلى اورشليم" (دار السلام) اما البلاد والأماكن الموجودة على طريق الفراعنة فهي البلاد التي قاموا بغزوها أو دخولها بعد احتلالهم لاورشليم ثم اتجاههم جنوباً فتتابع اسمائها في الأسفار يثبت أنهم زحفوا إليها من الشمال إلى الجنوب وليس العكس. • من المفاجآت التي أثارها مؤرخوا العصر الحديث في تاريخ الأديان في محاولة البحث عن حقيقة مدينة "ديبان" أهم مدينة تكرر ذكرها في مختلف الأسفار بوصفها أول مدينة قام اليهود بغزوها وإحتلالها على أرض كنعان والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي في العصر البرونزي الثامن فقد كشفت الحفريات التي قامت بها بعثة جوستا الشتروم وشارل كلاسيكوف عام 1950 في حفريات العصر البرونزي بأرض كنعان. كشفت الحفريات ايه آثار في موقع مدينة "ديبان" ترجع إلى العصر البرونزي مما أكد أن المدينة أنشئت عام 800ق.م ولم يكن موجود عند دخول أرض فلسطين وكنعان في القرن العاشر قبل الميلاد كما ورد في وثائق التوراه والاسفار اليهودية. • لقد شجعت تلك المفاجأة بعض بعثات الآثار الحديثة في تحقيق لمدن العصر البرونزي التي وردت أسماؤها في غزو اليهود لأرض كنعان التي قاموا باحتلالها بدءاً بالبحث عن موقع مدينة "حبرون" وهو الموقع الذي ارسل موسى بعض رجاله للاستقصاء ودرس الوسائل التي يدخلون بها إلى المدينة ودخلوها بعد اتمام الاستطلاع كما ورد في كتاب يوشع (1 – 30) والقضاه (1 – 10) فإذا بالحفريات تثبت أن تلك المدينة لم يكن لها وجود وقت دخول موسى وقومه ويرجع تاريخ انشائها إلى عام 750 ق.م. موقع ثالث لم يكن له وجود على أرض فلسطين في عهد النبي موسى وهو مدينة جيشان أو جيشون التي ورد ذكرها في سفر القضاة (4 – 5) والتي كشفت الحفريات أنها لم تكن موجودة في العصر البرونزي ويرجع تاريخها إلى عصور متأخرة. يؤكد الباحث في تاريخ الأديان "جوستا الشروم" في أبحاثه التي ظهرت عام 1992 ان كتاب اليهود كانوا يجهلون تاريخ فلسطين الحقيقي قبل القرن العاشر قبل الميلاد كما انهم كانوا يجهلون التاريخ الجغرافي لأراضي كنعان وفلسطين في العصر البرونزي الذي يسجل التاريخ الجغرافي الحقيقي للمدن والمناطق واسمائها الحقيقية وعلاقتها بهجرة النبي موسى واليهود. ويؤكد في نفس الوقت أن الاسفار ليست لها علاقة بالتوراه القديمة وأنها كتبت في عصور متأخرة نقلاً عن الأساطير المتداولة وأقوال المترجمين المشكوك في حجتها.
• يقول شارل كلاشينكوف عند دراسته لاسماء مدن فلسطين التي ورد ذكرها في كتاب يوشع الذي اشار فيه إلى اسم طريق الملوك (طريق الفراعنة) وعلاقته بمواقع تلك المدن التي ورد ذكر اسماء كثير منها في وثائق فتوحات المصريين. كشفت قوائم تحتمس الثالث (1550 – 1455 ق.م) عن وجود 119 مدينة مسجلة على حوائط وأعمدة معبد آمون بالكرنك وما لا يقل عن 17أسما في قوائم معبد امنحتب الثالث كذلك ما ورد منها في قوائم رمسيس الثاني. وادقها تفصيلاً قوائم رعمسيس الثالث المنقوشة على حوائط مدينة هابو.
• أين هي الحقيقة ؟ - لقد أحدثت تلك الأبحاث المتضاربة ضجة بين مؤيد ومعارض من خبراء المعاهد الفنية وعلماء الآثار ومفسري الأديان بالنسبة للأدلة المقاطعة التي يتمسك بها كل طرف من الأطراف والتي تبدأ فيها رحلة الخروج إلى أرض الميعاد. من الجبل المقدس التي قابل فيها النبي موسى ربه وتسلم لوحات الوصايا العشر.
- إن تمسك الطرف الأول الذي حاول إثبات أن الجبل المقدس الذي بدأت رحلة الخروج من عنده فوصفوا "جبل اللوز" الذي يقع على الضفة الشرقية لخليج العقبة وفي أرض الجزيرة العربية بالذات. لقد جانب الصواب ذلك الرأي الذي يفتقر إلى الأدلة التاريخية والواقعية والمنطق بدءا من خروجهم من مصر ومتابعة مراحل رحلة الخروج من وسط الدلتا إلى الوادي المقدس وجبل موسى (جبل البشرى) والذي وصلوا إليه في اليوم العاشر كما ورد في التوراة وسفر الخروج والوثائق التاريخية الفرعونية والتي سجلت مراحل الرحلة بأكملها وارتباطها بمسافات الانتقال فوصلوا في اليوم التاسع إلى "أيليم" بعد مغادرتهم "غارا" ولازالت تلك الأماكن موجودة حالياً والتي يبعد كل منها عن الأرض بمسافة تقرب من العشرين كيلومتر وهي المسافة الطبيعية التي تقطعها قوافل المشاة كل يوم فاليوم العاشر وهو أهم أيام الرحلة وصل موسى وقومه كما ورد في سفر الخروج – إلى "رافيديم" بعد مسيرة يوم من ايليم وتقع عند مدخل الوادي المقدس ومنها شاهد جبل حورب الذي صعد إليه ليكلم الاله ربه ويطلق اليهود على جبل حورب في الخرائط الجغرافية القديمة لأرض سيناء اسم "سن بشار" أي جبل البشرى وهو ما يؤكد أن جبل موسى هو جبل وادي صدر الحالي (سن بشار). أما جبل موسى في طور سينا والذي يدعى الكثير من العلماء والمؤرخين فهو يبعد عن مدينة ايليم التي وصلوا إليها في اليوم التاسع ما لايقل عن 240كيلومتر ويرتفع عن شاطئ البحر بمالايقل عن ثلاثة الألف متر مما يتعارض مع ما ورد في التوراة نفسها وسفر الخروج أن موسى وقومه بلغوا الوادي المقدس وجبل حورب بعد مسيرة يوم واحد من عيون موسى – كما أن الجبل الذي صعده النبي موسى لتلقي اللوحات فارتفاع جبل سان كترين يبلغ 7600 قدم ا ارتفاع جبل حورب لا يزيد عن 2400 وهو الارتفاع الذي يسمح بالوصول إلى قمته بالوسائل الطبيعية
وهكذا فقد جبل موسى في سانت كاترين أحقية في مطالبة مؤيديه ليحمل اسم جبل موسى المقدس الذي صعد موسى إلى قمته للقاء ربه وحمل الوصايا العشر التي شق الواحها من احجاره. اتجه تفكير العلماء والمؤرخيون في تاريخ العقائد وما أطلقوا عليه جولوجية الأديان (ارتباط الأديان بالآثار الأرضية) نحو البحث عن جبل آخر يتخذه اليهود كعبة لهم تحل محل جبل موسى الذي فشلوا في إثبات أحقيتهم في ملكيته أو امتلاك أرض موقعه. وليكن في أرض غير أرض مصر وتنتقل آثار أقدامهم في رحلة الخروج إلى بلد آخر بعيداً عن بطش فرعون وجنوده الذين طاردوهم في رحلة الهروب والخروج من أرض مصر. فكانت المحاولة الأخيرة التي سبق شرحها التي اشترك فيها أكثر من خبير ومعهد من المعاهد العالمية. وجدوا أن أمنيتهم قد تحققت باكتشافهم "جبل اللوز" بالجزيرة العربية والذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة ليحمل لقب الجبل المقدس فيتخذه اليهود كعبة لهم تحل محل جبل موسى وأرض سيناء. ووصفوا طريق رحلة الخروج بالخرائط المساحية والجيولوجية حيث استمرت مسيرتهم بمحازاة شاطئ خليج السويس مروراً بشاطئ البحر الأحمر في جنوب سينا حتى وصولهم إلى مدخل خليج العقبة عبروا الخليج ليجدوا في مواجهتهم الجبل المنشود وهو "جبل اللوز" الذي يقع على الضفة الشرقية لخليج العقبة على أرض الجزية العربية ووجدوا فيه المواصفات المطلوبة ليتخذه اليهود كعبة لهم ليحل محل جبل موسى في سيناء الذي فقدوه. اسطورة جديدة تضيق عنها ذهن الخبراء في محاولة دعم قصة دخول اليهود إلى أرض الجزيرة العربية والدفاع في نفس الوقت عن اسطورة عبور قوم موسى للبحر الأحمر وهي الاسطورة التي كذبتها وقائع البحوث التاريخية والكتب الدينية وسفر الخروج نفسه (سفر الخروج بين الواقع والأساطير) وذلك لأن طريق الخروج كانت بدايته واستمرار مسيرته على الضفة الشرقية لقناة السويس على أرض سينا كما أن اسم البحر الأحمر الذي ورد في الترجمات الحديثة للتوراه لم يكن له وجود في سفر الخروج أو التوراه القديمة لأن اسم البحر الأحمر اسم حديث أطلقه عليه العثمانيون الذين أطلقوا اسماء الألوان على جميع البحار. مع ذلك فقد حاولوا الدفاع عن قصة العبور التي أعتبروها من شعائر العقيدة الاسرائيلية باعلانهم أنها حدثت فعلاً عند عبرورهم خليج العقبة للوصول إلى أرض الجزيرة العربية لزيارة الجبل المقدس.
أما بخصوص اكتشاف آثار مواقع اقدام اليهود أثناء عبورهم أرض الجزيرة التي أيدوها باكتشافهم مجموعة من الآثار في حفريات الشاطئ من بينها نموذج لتمثال العجل المقدس معبود اليهود أثناء اقامتهم على ارض مصر ليؤكدوا علاقته بقصة العجل الذي القاه النبي موسى في اليم عندما غضب عليهم وكان العجل الذي ألقاه موسى في اليم مصنوعاً من الذهب الذي سرقوه من مصر بينما التمثال الذي وجدوه بالحفريات ان وجد فذكروا أنه مصنوع من الحجر ولم يتمكن أحد من رؤيته إلى الآن أو يشاهد صورته التي كثر الإعلان عنها بسؤال خبراء الآثار العرب أو الأجانب الذين ساهموا في أعمال الحفر والتنقيب بأراضي الجزيرة العربية لم أجد بينهم من يؤيد تلك القصة أو المشاركة في اجراء حفريات في منطقة جبل اللوز أو المناطق الأخرى القريبة منها. أما اللوحات التي نقلوها إلى الخارج وتحوي نقوشاً باللغة الهيروغليفية أو السينائية فهي ليست لها علاقة بهجرة اليهود ومن المرجح أنها تخص مهاجري مصر إلى أرض الجزيرة من قديم الزمن وهم قبائل جرهم والصابي وبنو مناف من مهاجري الكنانة في عصور تسبق عصر هجرة اليهود بالفي سنة. حقيقة أخرى تؤكد عدم وصول اليهود إلى أرض الجزيرة العربية وهي نفس الحقيقة التي أمكن عن طريقها إثبات أن اليهود لم يصلوا إلى جبل سينا ليطلقوا عليه اسم جبل موسى عندما ثبت استحالة قيام قافلة هجرة اليهود بقطع مسافة طولها 240كيلومتر والصعود في الجبل إلى ارتفاع 2700متر في يوم واحد وهو اليوم العاشر الذي ورد ذكره مفصلاً في سفر الخروج. إن نفس الحقيقة يمكن تطبيقها على رحلة الوصول إلى "جبل اللوز" في الجزيرة العربية وهي مسافة يزيد طولها عن 350كيلومتر بالإضافة إلى عبور خليج العقبة الذي شقه لهم خصيصاً النبي موسى باعتباره البحر الأحمر الذي ورد ذكره في التوراة وسفر الخروج. أما من ناحية قول الباحثين الجدد بأن أرض سيناء ليس بها أية آثار تثبت مرورهم فوقها خلال سنوات التيه في أرجائها فهذا الادعاء لا يمت إلى الحقيقة بصلة فالخرائط المصرية القديمة عند مقارنتها بما ورد في الكتب السماوية أو سفر الخروج يؤكد مواقع أقدام مسيرتهم واسماء البلاد التي مروا بها ومدة اقامتهم في كل منها وما تركوه خلفهم من آثار وتتفق الخرائط المصرية القديمة والتي تحمل اسماء البلاد التي مروا بها ومدة اقامتهم في كل منها وما تركوه خلفهم من آثار وتتفق الخرائط المصرية القديمة والتي تحمل اسماء البلاد والمناطق التي مروا خلالها أو أقاموا بها خلال الأيام العشرة الأولى الوارد ذكرها في سفر الخروج حتى وصولهم إلى جبل حورب بوادي صدر وهو الوادي المقدس والمدخل الرئيسي لصحراء التيه. تشهد آثار الوادي المقدس الذي دخلوا منه إلى صحراء التيه العديد من المعالم الأثرية التي تلقي ضوءاً على علاقتهم بالوادي الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر من رحلة الخروج من مصر عبر الشاطئ الغربي لشبه جزيرة سينا أو الشاطئ الشرقي لخليج السويس وهو وادي صدر الحالي. اطلق عليه الفراعنة اسم "أقيديم" وهو الاسم الذي ورد في السفر الخروج وأطلق عليه الكتب السماوية اسم "الوادي المقدس" والذي يقع في مواجهته "جبل موسى" وهو جبل صدر الحالي الذي أطلقت عليه الوثائق الاسرائيلية القديمة اسم "سن بشار" أي جبل البشرى.
تشهد آثار الوادي المقدس الذي دخلوا منه إلى صحراء التيه الكثير من المعالم الأثرية التي تثبت علاقة رحلة الخروج إلى صحراء التيه واقامتهم بالوادي لفترة طويلة في حوار طوائفهم مع النبي موسى عند نزوله من الجبل المقدس حاملاً لوحات الوصايا التي القاها على الأرض وتحطمت تماماً عندما رآهم وقد ارتدوا عن عقيدة الإيمان التي نادى بها وقاموا بعبادة العجل الذي صنعوه من الذهب إلى آخر القصة المعروفة التي وردت مفصلة في الكتب السماوية والتي انتهت بإلقاء العجل في اليم على الشاطئ المواجه لأرض الوادي المقدس مما كان سبباً في غضب الإله وحكم عليهم بالتيه أربعين سنة في الصحراء قبل وصولهم إلى أرض الميعاد. ولازال جبل صدر يحمل في الخرائط الإسرائيلية القديمة اسم "سن بشار" أي جبل البشرى وهو "جبل موسى" الذي أطلق بالخطأ على جبل سانت كاترين الحالي. كما أن الوديان المكملة للوادي والمحيطة بالجبل لازالت تحمل الاسماء العبرية القديمة الواردة في التوراة كذلك الأبار التي شقها النبي موسى لارتوائهم أثناء إقامتهم بالوادي المقدس منها بئر "اثيما" التي ورد ذكرها في التوراه ولازالت موجودة في مكانها ويطلق عليها المواطنون اسم "البير اليتيمة" وهو تحريف لاسمها الأصلي . وإذا انتقلنا إلى قصة "المن والسلوى" التي ذكرت في الكتب السماوية وسفر الخروج وكانت "هبة السماء للوادي المقدس". كانت تلك القصة أو الظاهرة الطبيعية موضع اهتمام كثير من علماء الغرب على مر العصور من أهمها ما قامت به احدى البعثات الالمانية في اعقاب الحرب العالمية الأخيرة. قاموا بالبحث في مختلف الأماكن والوديان التي أقام بها اليهود عبر رحلة الخروج ومن بينها عيون موسى وجبل موسى والوادي المقدس الذي عرف سابقاً بأنه وادي سانت كاترين فلم يجدوا أية آثار لتلك الظاهرة. كانت المفاجأة التي صادفتهم في طريق العودة اكتشافهم لأول مرة ما فسر لهم حقيقة المن والسلوى عند مرورهم بوادي سدر الذي يحيط بجبل البشرى فاكتشفوا الحشرة النادرة التي تفرز حبات المن في وقت معين من السنة يتفق مع ظهور طائر السلوى في نفس الميعاد ويتفق في نفس الوقت مع التقاء موسى بربه على الجبل المقدس واقامة اليهود في الوادي في انتظار نبيهم وهو يحمل الواح البشرى وصايا الإله. وهو ما يؤكد مرة أخرى بأن وادي سدر الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر (سفر الخروج) هو الوادي المقدس الذي ورد ذكره في الكتب السماوية وأن جبل سدر (جبل البشرى) هو جبل موسى الحقيقي. خلاصة البحث أن النبي موسى بعد وصوله في اليوم العاشر إلى "افيديم" وجبل البشرى الذي تلقى لوحات الوصايا العشر عليه لم يكن في حاجة ليتجه إلى الجنوب بدلاً من اتجاهه نحو الشمال ليصل باليهود إلى أرض الميعاد لم يكن في حاجة لأن يسير بقافلة الهجرة مائتي وسبعون كيلومتراً ويصعد الجبال ليصل إلى جبل سانت كاترين. أو يستمر في السير عبر شاطئ البحر الأحمر ويدور حول شبه جزيرة سيناء ثم يعبر خليج العقبة ليبحث عن الجبل المقدس على أرض الجزيرة العربية... وهكذا تحققت امنية الخبراء في تخصيص جبل اللوز ليصبح جبل موسى المقدس وأيدوا أبحاثهم باكتشافهم للعجل المقدس كما سبق ذكره وبذلك نقلوا رحلة الخروج وأرض التيه من مصر إلى الجزيرة العربية.
• محاولة أخرى حاولوا عن طريقها اثبات حقيقة جبل اللوز في تقديم لوحات الوصايا العشر التي القاها النبي موسى على الأرض فتهشمت وتفتت إلى قطع صغيرة وهو ما لا يتفق من احجار جبل موسى الصخري الصلبة المكونة من الجرانيت والبازلت بينما احجار جبل اللوز من الحجر الرملي الهش. قد سبق دراسة ذلك الموضوع في ابحاث سابقة عند المقارنة بين جبل موسى سانت كاترين وجبل سدر (سن بشار) والذي وجد أن جبل سدر باحجار طبقاته الجيرية الهشة تعد أكثر صلاحية لقطع الألواح خلالها وهي بلاطات الأحجار التي يطلق عليها حالياً اسم "الحجر المعصراني" وهي تشبه الواح الوصايا العشر إلى حد بعيد وإذا قورنت أحجار جبل سدر (جبل موسى الحقيقي) بطبيعة أحجار جبل اللوز نجد أن الأخيره وهي من الأحجار الرملية التي لا تحقق طبيعة تكوينها ومواصفاتها ما ينطبق على الواح الوصايا العشر التي تحطمت عندما القاها موسى على الأرض. فالجبل الوحيد الذي تفي طبيعة أحجاره بمواصفات لوحات الوصايا بين الجبال الثلاثة هي أحجار جبل "سن بشار" بوادي سدر. • ان كان هذا التقرير الذي حاولوا عن طريقة التشكيك في علاقة أرض سينا برحلة خروج النبي موسى واليهود إلى أرض الميعاد عن طريق الجزيرة العربية، فقد جانبه الصواب فيما أورده من بيانات واوصاف لأغراض سياسية خاصة. ولايمكن انكار فضل ذلك التقرير على تأكيد بحث موضوع الكتاب "سفر الخروج بين الواقع والأساطير" عندما اثبت بالوثائق أن جبل موسى سانت كاترين ليست له علاقة بالنبي موسى وطريق الخروج.
[/size] | |
|